Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 141-141)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ … } راجع للأنبياء والأمم السالفة . قيل لابن عرفة : هم إنما ادعوا أنهم ينتفعون بعلمهم / لا أنهم يسألون عن ( علمهم ) فقالوا : كونوا على ديننا ، ونحن متبعون لهم لننتفع بعلمهم . فهلا قيل : ولا ( ينفعهم ) علمهم ؟ فقال : هذا ( استدلال ) أي اعلموا أنّهم ( لم يضركم عملهم ) فكما لا يضركم كذلك لا ينفعكم ، أو يكون فيه حذف أي لا تُسألون عما كانوا يعملون ولا يُسألون هم عما ( أنتم ) تعملون . قلت : وتقدم في الختمة الأخرى قال بعض الطلبة { قُلْ ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ٱللَّهُ } يقتضي نفي العلم عنهم ، وقوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } يقتضي ثبوت العلم لهم إذ لا يكتم إلا من علم ؟ فأجيب بوجهين : الأول : { ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ } لا يقتضي نفي العلم بل مقتضاه أن العلم الحاصل لهم لا يقارب علم الله ولا يدانيه . الثاني : أن العلم المنفي أولا غير المثبت آخرا ، فالمنفي هو العلم بأنّهم كانوا هودا أو نصارى ، والمثبت الّذي ( ذُمّوا ) على كتمه هو العلم بأنّ إبراهيم كان ( حنيفا ) مسلما ، فهم أولا ادّعوا ما لا يعلمون ( ثم كتموا ما يعلمون ) .