Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 143-143)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً … } أي ومثل هدايتنا من ( نشاء ) إلى صراط مستقيم ( هديناكم ) إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم . قال ابن عطية : عن بعضهم ؛ خير الأمور أوسطها أي خيارها . قيل لابن عرفة : لا فائدة في هذا الخير وكأنه قيل : خير الأمور خيارها ؟ فقال : فائدته الحصر ( ولو قال ) : الخير في الوسط ، لم يفد الحصر . قال ابن عرفة : إنما قال : { عَلَيْكُمْ شَهِيداً } ولم يقل : لكم شهيدا ، لأن شاهد الإنسان مستعمل عليه إذ لا يتم له غرض إلا بشهادته . قال الزمخشري : لأن الشهيد كالرقيب المهيمن على المشهود ( له ) . قيل لابن عرفة : ذكر الأصوليون خلافا في إجماع غير هذه الأمة هل يعتبر أو لا ؟ وذكر ابن التلمساني وابن الحاجب منه مسائل وهذه الآية تدل على عدم اعتباره ؟ فقال : ذلك الخلاف لا يصح ، ( والإجماع ) ( على ) انتساخ الملل كلها بالملة المحمدية . قيل لابن عرفة : قد تقرر الخلاف في شرع من قبلنا هل هو شرع لنا أم لا ؟ قوله تعالى : { لِّتَكُونُواْ … } . قوله تعالى : { إِلاَّ لِنَعْلَمَ … } . قيل : أي ليعلم رسولنا من يتبعه ، قال الله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ } وقيل : إلا ليظهر متعلق علمنا حقيقة للمجازات عليه وإنما لم يقل : إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن لا يتبعه ، زيادة في نفي الشدة عليهم والخسران . قوله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ … } أي ليضيع أعمالكم . وقيل : إنها حجة على المعتزلة في أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار ، إلا أن يجيبوا بأن إيمانه يذهب بالموازنة . قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } . دليل على أنّ الكافر منعم عليه لعموم الناس ، وفيه خلاف ، وأجيب بأنه منعم عليه في الدنيا فقط . قال ابن الخطيب في شرح الأسماء الحسنى : إنما قدم الرؤوف على الرحيم لأن الرحمة في الشاهد إنما ( تحصل ) لمعنى وفي / المرحوم من حاجة ( و ) ضعف ، والرأفة تطلق عند حصول الرحمة لمعنى في الفاعل من شفقة منه على المرحوم فمنشأ ( الرأفة كمال في إيصال الإحسان ومنشأ ) الرحمة كمال حال المرحوم في الاحتياج إلى الإحسان ، وتأثير حال الفاعل في إيجاد الفعل أقوى من احتياج المفعول إليه .