Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 142-142)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ … } . جعله الزمخشري مستقبلا حقيقة ، قال : وفائدة الإخبار به قبل وقوعه لأن مفاجأة المكروه أشد والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذا وقع . قال ابن عطية : عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أنه مِنْ وضع المستقبل موضع الماضي ( لدلالته على دوام ) ذلك واستمرارهم عليه . قال ابن عطية : وإنّما قال { مِنَ النَّاسِ } لأن السّفيه يكون من الجمادات والحيوانات ، ( يقال ) : ثوب سفيه أي خفيف النسج . ورده ابن عرفة بأنّ القول المسند إليه في الآية يخصصه بالحيوان . قال : وإنما عادتهم يجيبون بأمرين : أحدهما أنه لو لم يذكر لاحتمل كون هذا القول من الجن وكان يكون ( ضمير ) الغيبة في قوله : { مَا وَلاّهُمْ عَن قِبلَتِهِمْ } مرجحا لهذا الاحتمال . ويقال : لو كان من ( الإنس ) لقيل ما ولاهم عن قبلتكم لحضورهم معهم ، فقيل : { مِنَ النّاسِ } لِيخرج الجن قال الله تعالى : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ } الثاني أنه ( إشارة ) إلى أنّ هذا القول صدر من رؤسائهم وأشرافهم ومن المنافقين الذين آمنوا ظاهرا ، أو من علماء اليهود ولم يصدر من العوام والجهال بوجه وذلك على سبيل ( النفي ) عليهم والتبكيت لهم فكفر أي جهل ليس ككفر غيره . قوله تعالى : { مَا وَلاّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمْ … } عبر بلفظ الغيبة إشارة إلى أنّهم قالوا ذلك فيما بينهم ولم يباشروا به المؤمنين بوجه ، وهذا مرجح لأن تكون المقالة من المنافقين . قال العلامة ابن العربي في القبس : إن هذا مما نسخ ثلاث مرات وليس في القرآن ما نسخ ثلاث مرات غيره . قال ابن عرفة : يريد أنه كان يصلي لبيت المقدس ثم نسخ بالصلاة للكعبة ، ثم نسخ فصلى لبيت المقدس ثم نسخ فصلى للكعبة وقيل : كان يصلي لمكّة ثم صلى لبيت المقدس ثم صلى لمكة فيجيء التحويل ثلاث مرات والنسخ مرتين . قوله تعالى : { قُلْ لِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ … } أي ليس استقبالهما لذاتهما فيسأل عن سبب التخلف عنه وإنما ذلك حكم شرعي لا اختيار له فيه بوجه ، وفيه دليل على أن الحكم الشرعي إذا لم تظهر لنا علته فالأصلُ فيه التعبد .