Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 148-148)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا … } . حمله الزمخشري على معنيين ، أحدهما : ولكل فريق من أهل الأديان المختلفة قبلة هو موليها نفسه ، أو يعود الضمير على الله ، أي الله موليها إياه . - ( الثاني ) : ولكل واحد منكم يا أمة محمد جهة يصلي إليها شمالية ، أو جنوبية ، أو شرقية أو ( غربية ) . فالقبلة عندنا نحن في الجنوب وعند أهل العراق و ( اليمن ) في الشمال والمغرب . وضعف ابن عرفة الأول إذا أعيد الضمير في { هُوَ مُوَليِّهَا } على الله لأن الملل كلها قد انتسخت بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا يصدق أن لكل قوم ( وجهة ) . قال ابن عرفة : وكان بعضهم يفسره بمعنى ثالث وهو أن ( لكلّ ) شخص منّا وجهة من وجوه الخير ، والله أقامه فيها ، فواحد مجاهد وآخر صائم وآخر عالم وآخر حاج وآخر كثير الصدقة . قوله تعالى : { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ … } . دليل على أن الأمر للفور لأن مدلول صيغة اِفعل وهو الفور من مسمّى الخيرات لأن المبادرة إلى فعل المأمور به ( من جملة ) الخيرات فهو مأمور به . وإنما قال : { اسْتَبِقُوا } ولم يقل : اسْبَقُوا ، ليتناول السابق والمسبوق فالمسبوق حينئذ يصدق عليه أنه استبق ولكنه لم يسبق ، ولو قال : اسبقوا لما تناول إلا السّابق . والخيرات ( تعم ) الواجبات والمندوبات ، وتعم من سبق بخير أو سبق غيره لخير ( آخر ) وإن لم ( يستبقا ) لشيء واحد . قوله تعالى : { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً … } حمله الزمخشري على معنيين : إما يأت بكم ( للجزاء ) أو للحشر والنشر ، وإمّا أَيْنَ مَا تَكُونُوا من الجهات يجعلكم تصلون إلى جهة واحدة ( كأنكم ) تصلون ( حاضري ) المسجد الحرام . قال ابن عرفة : وقوله إنّ اللهَ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ يرجح المعنى الأول .