Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 150-150)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ … } . الاستثناء منفصل ، والمعنى : لكنّ الّذين ظلموا فما يكون لهم عليكم حجة ، أو متصل ، والمعنى ( لتنفى ) حجة النّاس عليكم إلا الّذين ظلموا فما تنفى حجّتُهم عليكم لما هم عليه من الظلم ولذلك ( يقال ) : فما أضيع البرهان عند المقلد . قلت : وهذا شطر بيت لابن سهل من قصيدة شهيرة . @ أقلد وجدي فليبرهن مفندي فما أضيع البرهان عند المقلد هبوا نصحكم شمسا فما عين أرمد بأوضح في مرآه من عين مكمد @@ قال أبو حيان : والحجة على هذا الاحتجاج والخصومة وعلى الأول الدليل الصحيح ( والمراد بالناس اليهود ) . قال ابن عرفة : فإن قلت على الاتصال يلزم أن يكون الذين ظلموا عليهم الحجة ؟ وأجاب ابن عرفة في الختمة الأخرى بوجهين : الأول : أنه من باب أحرى لأنه إذا لم يكن الحجة للمنصفين العارفين فأحرى أن لايكون للآخرين فإن هؤلاء فهموا وعاندوا ( وأنصفوا ) في الدليل وأولئك لم ( ينصفوا ) . الثاني : أنّ ابن مالك في هذه الآية جعل إلا بمعنى الواو . قال أبو حيان : فعلى الاتصال التقدير : لئلا يكون لأحد من اليهود حجة عليكم إلا المعاندين منهم القائلين : ما ترك قبلتنا وتوجه ( للكعبة ) إلا ميلا منه لدين قومه وحبا لبلده . قال ابن عرفة : وعلى الانفصال فالمراد إلاّ الظالمين من المشركين كذا قال في الختمة الأخرى . قال أبو حيان : وعلى الانفصال تقديره : الذين ظلموا منهم فإنهم يتعلقون عليكم بالشبهة . قوله تعالى : { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِي … } . قال ابن عرفة : كيف ينهى المكلف عن فعل أمر هو فيه بالطبع لأن الخوف من العدو أمر جبلي لا يستطيع الإنسان زواله ؟ وأجاب عن ذلك بأن أوائل ذلك حاصل بالطبع والدوام عليه هو المنهي ( عنه ) . قوله تعالى : { وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } . إن قلت : هذا تكرار لأن الهداية من جملة ( النعم ) ؟ قلنا : المراد النعم الآتية من عند الله تعالى لا تسبب فيها للمكلف بخلاف الهداية والضلال فإن له ( فيها كسبا وإرادة ) .