Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 151-151)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

/ قوله تعالى : { كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً … } . قال ابن عطية : الكاف إما متعلقة بقوله { لأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ } أو بـ { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } أو بـ { ٱذْكُرُونِي } قال ابن عرفة : على الأول فهي للتشبيه فقط ، وعلى الأخير للتعليل فقط . وعلى الثاني يحتمل الأمرين ، أي يهتدون لما أرسلنا أي لأجل إرسالنا . قلت : وعلى التعلق بـ { ٱذْكُرُونِي } حملها أبو حيان على الوجهين فانظره . قوله تعالى : { مِّنكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا … } . دليل على أن الخاصية التي اختصّ الرسل بها حكمية وليست خلقية بوجه ، وفيه التنبيه على حكمة إرساله منهم وهو تبرئته صلى الله عليه وسلم عن أن يكون ساحرا أو مجنونا ، فيقال إليهم : لم نرسل إليكم أحدا تجهلونه بل أرسلنا واحدا منكم نشأ بين أظهركم وعرفتم براءته من كل ( آفة تنسب ) إليه . قوله تعالى : { وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ } . ( قال بعضهم ) : حيث يقدم التزكية يكون معظم المخاطبين عواما مقلدين ليسوا أهلا ( لتعلم ) الحكمة والكتاب فتكون التزكية أهم ، وحيث يقدم التعليم يكون المخاطبون خواص فيكون الأهم التعليم مع أن كِلاَ الأمرين مطلوب . والكتاب هو الكلام المعجز ، والحكمة القول غير المعجزة . قوله تعالى : { وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } . قيل : إن هذا تكرار ، ففصل في أولها ثم ( أجمل ) بـ { ما لم تكونوا تعلمون } شمل الكتاب والحكمة . ومنهم من قال : إنّ العلم قسمان : علم يكون ( الإنسان ) بحيث لو ( شحذ ) ( قريحته ) وفكر فيه لأدركه من تلقاء نفسه بعقله ( وفطرته ) ، وعلم لايمكن للإنسان التوصل إليه من ذاته ولا يقبل أن يتعلمه وحده بعقله بوجه . وهذا هو المراد بقوله { وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } أي ما لم تكونوا قابلين لمعرفته بعقولكم .