Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 161-161)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُواْ … } . منهم من قال : إنها مؤكدة لما قبلها لقوله { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُوا } فبقيت الآية عامة فيمن كفر ولم يتب يكون داخلا تحت الوعيد وهو مقتضى هذه الآية ، ومنهم من قال : أنها مؤسسة . وقرره بوجهين : - الأول : أنّ اللّعنة في الأولى مطلقة تحتمل الدّوام والانقطاع وهنا مقيدة بالخلود والدوام . - الثاني : أن العموم غير المخصوص بشيء أقوى دلالة من عموم خص بشيء ، فلذلك أعيدت هذه الآية . ونحو هذا ( لابن رشد ) في النكاح الثالث . قال ابن عرفة : فإن قلت : هلا قيل : ماتوا كفارا . فهو أخص من قوله : { وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ } ؟ قال : وعادتهم يجيبون بوجهين : - الأول : أن هذا فيه فائدة البناء على المضمر ، وقد ذكروا أنه يفيد إما الاختصاص أو مطلق الرّبط ، قاله الزمخشري في { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ } - الثاني : أن الحال قيد في الجملة ، فهو من قسم التصور وقوله : { وَهُمْ كُفَّار } جملة من مسند ومسند إليه ، فيرجع إلى قسم التصديقات ، والتعبير بما هو من قسم التصديق أولى مما هو من قسم التصور لأنه يستلزم التصور ( فيدل ) على الأمرين . قيل لابن عرفة : أو يجاب بأنه لو قيل " وماتوا كفارا " لكانت حالا ، والحال من شرطها الانتقال مع أن المراد : من ثبت ودام على كفره فقال : وكذلك " وهم كفار " والواو فيه واو الحال . ( قيل لابن عرفة ، كيف عبر بهذا اللّفظ المقتضي للخصوص مع أن من مات كافرا بالإطلاق يناله هذا الوعيد ) ؟ فقال : هذا وعيد خاص رتب على فعل خاص / انتهى . قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَة … } . قال ابن عرفة : إن قلت : لم أعيد لفظ الفعل في الآية المتقدمة فقيل : { يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ } ولم يعد هنا ، فكرر هناك ما أسند إليه الاسم المعطوف عليه ولم يكرر هنا ، فهلا قيل : أولئك عليهم لعنة الله ولعنة الملائكة ولعنة الناس أجمعين فهو أولى ؟ قال : عادتهم يجيبون بأن الإسناد الأول للفاعل ، وهو واحد بذاته لايتعدد ، لأنه لا فاعل في الحقيقة إلا الله ، والإسناد الثاني إضافي فهو أمر نسبي ، والأمور النسبية الإضافية يمكن فيها التعدد كالوجود بالنسبة إلى القديم والحادث ، فلذلك لم يفد لفظ اللعنة هنا . قوله تعالى : { وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } . قال ابن عرفة : { أَجْمَعِينَ } إما تأكيد أو حال فإن كان حالا فالمراد لعنة الجميع مجتمعين ، ويبقى النظر : هل ذلك يوم القيامة أو لا . ؟ فإن كان في ( الآخرة ) فيكون خالدين فيها حالا ( محصلة أو أعيد الضمير على النار . وإن كان في الدنيا فيكون " خالدين فيها " حالا ) مقدرة . وإن كانت تأكيدا فالمراد لعنة جميعهم بالإطلاق . ابن عطية : قال قتادة : المراد بالناس المؤمنون خاصة وقال ابو العالية : ذلك في الآخرة أي يلعن الكفرة أنفسهم يوم القيامة . وقيل معناه يقولون في الدنيا : لعن الله الكافرين ، فيلعنون أنفسهم من حيث لا يشعرون . قال ابن عرفة : ويخرج عن هذا من كفر عنادا فإنه لا يلعن الكافرين .