Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 165-165)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً } . ابن عطية : ذكر الله تعالى الوحدانية ، ثم الآية الدالة على الصانع الذي لا يمكن أن يكون إلا واحدا ، ثم ذكر هنا الجاحدين للصانع تعجبا من ضلالهم بعد هذه الآية . قال ابن عرفة : ويحتمل أن يكون ذكر هذه الآية توطينا وتسكينا للنّبي صلى الله عليه وسلم لئلا يطمع فيى إيمانهم وتتعلق نفسه بذلك كما قال { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } فأخبره بعدم إيمان بعضهم حتى لا يناله حزن ولا غم بوجه . قال ابن عرفة : و " من " في قوله " من دون الله " لابتداء الغاية وانتهائها حتى يعمّ في جمع الدون وتفيد كثرة تلك الوجوه . قوله تعالى : { يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ … } . إن قلت : ( هم ) إنما كانوا يعبدونهم والعبادة أخص من المحبة لأن الواحد منا يحب ولده وأباه وأمه ولا ( يعبدهم ) فهلا قيل : يعبدونهم ؟ قلت : أجاب ابن عرفة بوجهين : - الأول : أنه ذمهم على الوصف الأعم وهو المحبة ليفيد الذم على الأخص وهو العبادة من باب أحرى . - الجواب الثاني : أنه عدل عن لفظ العبادة استعظاما له واستحقارا للأصنام أن تنسب إليهم العبادة . قيل لابن عرفة : إن هذه الآية تدل على أن ارتباط الدليل بالمدلول / عادي لا عقلي ، لأن هؤلاء ( نظروا ) فلم يؤمنوا ؟ فقال ابن عرفة : ( لعلهم لم ينظروا أو نظروا فلم يهتدوا ) للعثور على الوجه الذي منه يدل الدليل . قال : وهما مسألتان في أصول الدين . مسألة تخالف العلم مع التّمكن من مراد النظر الصحيح . ومسألة ( تخالف ) العلم مع حصول النظر الصحيح فالآية إنما تدل على الأول لا على الثاني .