Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 184-184)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ … } . زيادة / ( في التسلية ) والتخفيف ، أي هو أيام قلائل تعد عدا . قلت : كما في قوله تعالى { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ } قاله الزمخشري . قوله تعالى : { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً … } . ابن عطية : قال قوم : متى صدق على المكلف أنه مريض صحّ له ( الفطر ) ، وقاله ابن سيرين فيمن وجعته أصبعه ( فأفطر ) وحكاه عنه ابن رشد في مقدماته والجمهور : المراد المرض الذي يشق معه الصوم . قال ابن عرفة : سبب الخلاف ما يحكيه المازري وابن بشير من الاختلاف في الأخذ بأوائل الأسماء أو بأواخرها فظاهر الآية عندي حجة للجمهور لقول الله { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً } ولم يقل : فمن مرض فظاهره ، أنه لا يفطر بمطلق المرض بل مرض محقق ثابت يصدق أن يقال في صاحبه كان مريضا لأن " كان " تقتضي الدوام . قوله تعالى : { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ … } . ولم يقل : مسافرا . قال ابن عرفة : يؤخذ منه في الحاضر إذا عزم على السفر ( أن له أن يبيت على الفطر ويفطر ، ولا يلزمه كفارة لأنهم قالوا في الحاضر إذا عزم على السفر وبيت ) على الصوم ثم أفطر فالمشهور عندنا أنه لا كفارة عليه . وقال المغيرة المخزومي : تلزمه الكفارة فإذا كان لا يكفر إذا أفطر بعد أن يبيت على الصوم فأحرى أن لا يكفر إذا أفطر بعد أن يبيت على الفطر . تقول : هذا الحائط على سقوط وهو لم يسقط أي على حالة السفر . فقوله : { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ } مما يصحح ما قلناه بخلاف المرض ، فإنه لايباح الفطر إلا لمن وقع به المرض وهما في المدونة مسألتان متعاكستان . قال : في الحاضر يفطر مريدا للسفر يقضي فقط . فقال المخزومي وابن كنانة : يقضي ولا يكفر . قوله تعالى : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ … } . ولم يقل فعدة أيام أخر ، إشارة إلى ما أجاب به الزمخشري في قوله تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ } وذكر " أَيَّامٍ " إشارة إلى أنه يجزي فيها الصوم في النهار القصير قضاء عنه في النهّار الطويل وإنما المطلوب عدة أيام ( كعدد ) الأيام الأول لا كقدرها وصفتها . قال أبو حيان : أجازُوا نَصب { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } على الظرف والعامل فيه " كُتِب " أو يكون مفعولا على السعة والعامل فيه كتب ورد بأن الظرف محل الفعل وليست الكتابة واقعة في الأيام وإنما الواقع فيها متعلقها وكذا النصب على المفعول مبني على وقوعه ظرفا انتهى . قال المختصر : في هذا الأخير نظر . قلت : يريد أنه لا يلزم من منع جعله ظرفا لـ " كتب " أن لا يكون مفعولا كما قيل : إن يوم الجمعة مبارك ( فجعلوه ) اسم يوم مع امتناع كونه ظرفا فليس ( هو ) مبنيا عليه . قوله تعالى : { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ . … } . حكى أبو حيان في " يُطِقُونَه " خمسة أقوال . الأول : أنه على تقدير : لايطيقونه ، مثل قولهم : @ فخالف خلا و الله تهبط تلعة من الأرض إلا أنت للذل عارف @@ وضعفه بأنّه لا دليل عليه . قال ابن عرفة : والجواب بأن السياق هنا يدل عليه كما قالوا في { مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } أن " لا " زائدة وفي { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } أنها زائدة أيضا . وأيضا ، فيجاب بقوله قبله ، ويحتمل قراءة التشديد أنها بمعنى يتكلفونه أو يكلفونه ويكون من تصويب قول بقول . ونقل ابن عطية في تأويل الآية خلافا . ثم قال : والآية عند مالك إنما هي فيمن يدركه رمضان وعليه صوم من رمضان المتقدم فقد كان يطيق في تلك المدة الصوم فتركه فعليه الفدية . قال ابن عرفة : ويبقى القضاء عنده مسكوتا ( عنه ) . فإن قلنا : إن القضاء بالأمر الأول فلا يحتاج إلى تقدير . وإن قلنا : بأمر جديد فلا بد من تقديره في الآية ، ويكون حذف لفهم المعنى . ( { وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } استدلوا به على أنّ المرضع مأمورة بالصوم بدليل إيجاب الفدية عليها ) . قوله تعالى : { فِدْيَةٌ طَعَامُ … } . قال أبو حيان : إضافته للتخصيص وهي إضافة الشيء إلى ( جنسه ) لأن الفدية اسم للقدر الواجب والطّعام يعم الفدية وغيرها . قال ابن عرفة : إضافة الشيء إلى جنسه هي إضافة أمرين بينهما عموم وخصوص من وجه دون وجه مثل خاتم حديد ، وثوب خز . قوله تعالى : { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً … } . إن كانت " مَنْ " شرطية فظاهر وإن كانت موصولة فمشكل لأنه كقولك : إن الذاهبة جارية مالكها . وأجيب : بأن الخير الأول هو المال والثاني فعل ما هو أفضل من غيره ، أو الخير الأول ( فضل ) والثاني أفضل فعل . قوله تعالى : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ … } . استدلوا به على أن الصوم للمسافر خير وأفضل . قلت : وقال لي سيدي الشيخ الصالح الفقيه أبو العباس أحمد ابن إدريس البجائي : لا دليل فيها لأن قوله { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ … } إلى قوله { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } مسنوخ بقوله الله تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } ( ويدلّك ) على النّسخ قوله تعالى { أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } وهو جمع قلة ولا يتناول الشهر حسبما قال الزّمخشري معناه : أياما ( مؤقتات ) ( بعدد ) ملعوم أو قلائل كقوله { دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ }