Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 189-189)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجِّ … } . أي عن حال الأهلة . وجمع الأهلة إما لتعددها بتعدد الأشهر أو لاختلاف أحواله وإن كان واحدا فهو كالمتعدد . قال ابن عطية : الهلال ليلتان بلا خلاف ، وقيل ثلاث . الأصمعي هو هلال حتى يحجّر ، ويستدير له كالخيط الرقيق . وقيل : هو هلال حتى ( يعم ضوؤه ) السّماء وذلك ليلة سبع . وأنشد الآمدي شاهدا على ذلك لاختلاف أحواله . قال ابن عرفة : وجواب السؤال في القرآن كله بغير " فاء " مثل { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } ومثل { يَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ } { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } إلا قوله { وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } قال ابن عرفة : وعادتهم يجيبون بأن الكل أمور دنيوية فالسؤال عنها ثابت واقع في الوجود / وقوله " وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ " فأمر أخروي والكفار منكرون للبعث فالسؤال غير واقع لكنه مقدر الوقوع في المستقبل أي إِنْ " ( يَسْأَلُوكَ ) عَنِ الجِبَالِ " ، فهو جواب لشرط مقدر فحسنت فيه الفاء . قال ابن عرفة : وهذا على سبيل الإعراض عن الشيء والإقبال على غيره ، لأنهم سألوا عن سبب تغيير الهلال ونقصه وزيادته في أيام الشهور ، فأجيبوا بالسبب عن ذلك ونتيجته . وأنّ فائدة ذلك معرفة أوقات الناس ، وأوقات الحج ، أي ذلك سؤال عما لا ( يعني ) فلا حاجة لكم بالجواب عنه ، وإنما حقكم أن تسألوا عن نتيجته وهو كذا . قوله تعالى : { وَلَيْسَ ٱلْبِرُّ بِأَن تَأْتُواْ ٱلْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا … } . كانوا إذا حجوا واعتمروا يلتزمون أن لا يحول بينهم وبين السماء شيء فيدخلون بيوتهم من خلفها ينقبون الحائط أو من سقفها أو يطلعون بسلم على السطح فينزلون في وسط الدار ، وهذا عند ابتداء الدخول فإذا تكرر ذلك تركوه .