Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 207-207)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ … } . قيل : إنّها خاصة بصهيب وقيل عامة في كل مجاهد أو في كل آمر بالمعروف وناه عن المنكر . قال ابن عرفة : ( يشري ) على أنها خاصة ( فعل حال وعلى العموم ) مستقبل حقيقة و " النّاس " إمّا المؤمنون فقط أو المؤمنون والكافرون لأنه إذا تعارض العموم في جنس أقرب أو فيه وفي أبعد منه فالأقرب ( أولى ) . " مَرْضَاتِ " : قال ابن عطية : وقف عليها حمزة بالتاء والباقون بالهاء . وتبعه أبو حيان وهو غلط إنما وقف عليها بالهاء الكسائي فقط . وعن ورش في إمالتها وجهان ، والمشهور عدم الإمالة . قال ابن عرفة : وهو عندي منتقد على الشاطبي لأنه ذكر أنّ ورشا يميل ذوات الياء ثم عدها من ذوات الياء فظاهره أنه يميلها . قوله تعالى : { وَٱللَّهُ رَءُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } . المراد رؤوف بهم ، أي بمن يشتري نفسه ، أو المراد رؤوف بهم أي بشيء يشتري نفسه . والمراد رؤوف بالنّاس إذَا قلنا : إن الكافر مُنعَم عليه وذلك أنك إذا قلت : أنعم فلان على فلان . فإن أردت أنه أذهب عنه كل مؤلم فالكافر غير منعم عليه في الآخرة . وإن أردت أنه أذهب عنه مؤلما بالإطلاق فالكافر منعم عليه إذْ مَا مِنْ عذابٍ إلاّ وَفِي علم الله ( ما هو ) أشد منه . قال الزمخشري : " رؤوف بالعباد " حيث كلّفهم الجهاد فعرضهم لثواب ( الشهداء ) . قال ابن عرفة : وهذا جار على مذهبنا لقوله " رؤوف " ( فدل على ) أَنّه لاَ يَجِبُ عليه مراعاة الأصلح وإنما ذلك محض ( رأفة ورحمة ) وتفضل .