Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 209-209)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } . فيه سؤالان الأول أن قبلها { ٱدْخُلُواْ فِي السِّلْمِ } والأمر بالدخول يقتضي أنّهم غير مسلمين وقول الله تعالى : " فَإِن زَلَلْتُمْ " يقتضى أنَّهم مسلمون ثم زلوا بعد ذلك قال الله تعالى : { فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ } وأجيب بأنّه مثل : { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } لأن الكفار لما كانوا متمكنين من الإيمان فكأنهم حصل لهم الإيمان بالفعل . ( السؤال ) الثاني : الآية خرجت مخرج التقسيم لحالهم والتقسيم الأصل فيه أن يكون بالواو . تقول : العلم إما تصور وإمّا تصديق ، ولا يجوز عطفه بالفاء ، فقسم حال هؤلاء إلى من دخل في الإسلام ولم يتبع الشيطان وإلى من زلّ عن الإسلام بعد مجىء البينات فهلا عطفه بالواو ؟ وأجيب بأن الفاء تقتضي السبب فقصد التنبيه على أنهم ضلوا بسبب هذه الآيات التي كانت سببا في هداية غيرهم . قال الله تعالى : { يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً } لا سيما مع مذهبنا أنّ ارْتِبَاط الدّليل بالمدلول عادي ، وعبر بـ " إن " دون إذا ( تنفيرا ) عن الزلل حتى كأنه غير واقع . قوله تعالى : { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . قيل لابن عرفة : هل يؤخذ منه إثبات هاتين الصفتين لله تعالى ( بالسماع ) ؟ فقال : إنما المراد العلم بلازم ذلك وهو العقوبة والانتقام ممن زلّ .