Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 214-214)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم … } . قال ابن عصفور في مقربة والآمدي في شرح الجزولية : ( لَمْ ) لنفي الماضي المتصل بزمن الحال ومثل ذلك { وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ } ولم يندم ، وعصى إبليس ربه ولمّا يندم لأن نفي الندم عن آدم كان ومضى وانقطع كوقوع الندم منه بعد ذلك ، ونفيه عن إبليس متصل بزمن الحال . قال ابن عرفة : وعادتهم يتعقبونه بوجهين : الأول : نسبة العصيان لآدم عليه السلام فإنه وإن كان ورد في القرآن لكنّه لا ينبغي أن ( يتكلم ) المخلوق على جهة المثال فإنه من إساءة الأدب على الأنبياء . الثاني : أن نفي النّدم عنه إما قبل المعصية أو بعدها ، والأقسام كلها باطلة لوقوع النّدم منه إثر المعصية . قال الله تعالى { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } ( فعقب ) الأكل بدت لهما السوءات ، فوقع الندم والندم حين العصيان غير متصور فأحرى قبله . وقال القرطبي : ( لَمَّا ) هنا بمعنى ( لم ) لنفي الماضي المنقطع لأن ذلك كان في غزوة أحد وهي متقدمة على ( هذه ) الآية . ورده ابن عرفة بأنّه إنّما يلزم ذلك لو ( علّقه ) في الآية بالعلم ، وهو إنما علّقه بالحسبان . قلت : ونقله بعض الطلبة بلفظ لا يحتاج إلى هذا بل هي على بابها لأن حسابهم أنهم يدخلون الجنة حالة كونهم لم يأتهم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ وهذا ( الحسبان ) لم ينقطع وما زال المؤمنون يظنون أنهم يدخلون الجنة من غير بأس ولا مشقة تنالهم إلى حين نزول هذه الآية ، ونيلهم البأس في ( هذه الغزوة ) لا يرفع ظنّهم ذلك . قال ابن عرفة : والبأَسَاءُ راجع لفقد المال ، وَالضّرّاءُ للنقص في البدن والزلزال في النفس . قوله تعالى : { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ … } . قرأ نافع ، بالرفع . قال ابن عطية : كأنه اقترن بها ( تسبيب ) ، فحتى ( حرف ) ( ابتداء ) يرفع الفعل . ابن عطية : ظاهره أيضا إذا كان ما قبلها سببا لما بعدها ، فالرفع مطلقا وليس كذلك . بل لابد من زيادة كونه ماضيا أو حالا ، وأما إن كان الفعل مستقبلا فالنصب ليس إلا ، وكذلك جعله الزمخشري حكاية حال ماضية . قال أبو حيان : وحتى على النصب ( للغاية ) بمعنى : إلى أن ، أو للتعليل بمعنى كي . قال : والغاية أظهر لأن ( الضراء ) والزلزال ليسا معللين بقول الرّسول والمؤمنين . قال ابن عرفة : إن اعتبرنا ( الزلزال ) من حيث نسبته إليهم فليس بعلة ، لأنهم لا يتزلزلون قصدا لأن يقول الرّسول والمؤمنون هذه المقالة ، وإن اعتبرناه من حيث نسبته إلى الحق سبحانه وتعالى إذ هو الفاعل المختار في الحقيقة فهو علة في قول الرسول والمؤمنين ؛ ذلك لأن الله تعالى زلزلهم ليقول الرسول والمؤمنون هذه المقالة . وأبو حيان لما رأى الفعل وهو " زُلْزلُوا " مبنيا للمفعول اعتبر نسبته إليه . قال ابن عطية : عن طائفة : وفي الكلام تقديم و تأخير تقديره : حتى يَقُولَ الَّذينَ ءَامَنُوا مَتَى نَصْرُ الله ، ويقول الرّسول أَلاَ إنّ نَصْرَ الله قَريبٌ . قال ابن عرفة : لا حاجة إلى هذا التقديم والتأخير بل هو لف ونشر مخالف جعل فيه أول القولين للقائل الثاني لكونه يليه . وقوله " مَعَهُ " يحتمل أن يتعلق بـ " ءَامَنُوا " أو بـ " يَقُول " فإن تعلق بـ " ءَامَنُوا " فيكون من جمع القول دون قائله مثل : { وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ } فكل فريق دعا إلى دينه وإن تعلق بـ " يقول " فيكون من جمع ( القائلين وأقوالهم ) فيكون الرسول قال المقالتين والمؤمنون كذلك قالوا المقالتين .