Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 223-223)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ … } . قال ابن عرفة : هذا أمر ، فإن قلنا : إنّ سبب نزولها ما ذكره المفسّرون عن أم سلمة من أن قريشا كانوا يأتون على النساء على هيئات مختلفة ، فلما تزوجوا الأنصار أرادوا ذلك فامتنعن منه ، فنزلت الآية فإن . قلنا : سبب نزولها هذا فيكون أمرا وارداً عقيب الحظر فهو للإباحة وإن قلنا كما قال الزمخشري : فيكون أمرا ابتداء للوجوب ، أو الندب . قوله تعالى : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ … } . تأكيد في وجوب امتثال هذا الأمر وتحريم الوطء في ( الدبر ) ولذا قال : إنه شبه اللّواط . وفي نوازل الشعبي ضرب سحنون فاعله ( خمسين ) سوطا ، وفي كتاب الجامع من العتبية إجازته عن مالك وهي مكتوبة فيه ( بالفور ) . قال ابن بزيزة في شرح الجمل : الجمهور على المنع وزعم ابن رشد أنّ ( المشهور ) جوازها وأسند عنه عيسى بن دينار فقال : هذا أحلى من شرب الماء البارد . ونقل أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد أن مالكا سئل عنه فقال : الآن كما اغتسلت منه . قوله تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } . قال ابن عرفة : قد يتمسك بها المعتزلة في قولهم : إن مرتكب الكبيرة مخلد في النار لأن المناسب أن كان يقال وبشر المحسنين ( أو بشّر المتّقين ) الذين يجتنبون هذا الفعل ، فما قال " وَبَشِّرَ / المُؤْمِنِينَ " دل على أن فاعل هذا الفعل غير مؤمن ؟ قال : والجواب أن المراد ( المؤمنين ) الإيمان الكامل .