Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 279-279)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ … } . قال ابن عرفة : عادتهم يقولون : فيها حجة لمن يقول : إن الترك فعل لأن قبلها { وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰاْ } ثُمّ قال : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } . قال : وعادتهم يجيبون بأنّ هذا كف لا ترك ، ونظيره : إذا كان طيب طعام بين يدي رجلين : أحدهما جائع والآخر شابع ولم يأكلا منه منه شيئا . يقال في الجائع : إنه كف ( عن الأكل ) وفي الشبعان : إنه ترك الأكل . قيل لابن عرفة : أو يجاب بأن قبلها اتّق الله وهو فعل ؟ فقال : الأمر بالتقوى ليس هو لذاته والآية إنّما سبقت لتحريم الرّبا بدليل استدلالهم بها في كتاب بيوع الآجال في ربا الجاهلية . قوله تعالى : { فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ … } . قال الزمخشري : في التنكير للتعظيم . وتقدم استشكاله بأنّ التنكير إنما هو للتقليل والشيوع في آحاد ذلك الشيء . وتقدم الجواب : بأن التعظيم الصفة والكيفية لا في الكمية والقدر وانظر سورة الفجر . قوله تعالى : { فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ } . قال ابن عرفة : مذهبنا أنه يجب ردّ الرّبا وهو الزيادة . قيل لابن عرفة : فكيف يتم مفهوم الآية على مذهبنا فإنّ مفهومها إن لم تتوبوا فليس ( لكم رؤوس أموالكم ) مع أن مذهبنا بطلان الربا وللمعطي رأس ماله ؟ فقال : الجواب إن لم يتوبوا سقط الخطاب لأنه لا يخاطب إلا المؤمن برد الرّبا وأما الكافر فلا ( يخاطب برده ) حيث كان .