Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 32-32)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَالُواْ سُبْحَانَكَ … } ( أتى ) ( بالتنزيه ) المقتضي لنفي ما ( قد ) يتوهم من ( آن ) الله تعالى طلب منهم الجواب عما علم أنّهم جاهلون به والواحد ( منا ) إذا سأل صاحبه عن مسألة يعلم منه أنّه ( يجهلها ) فإنه يتوهم فيه أنّه إنّما سأله اختبارا وتعجيزا له واستحقارا به . فقالوا : ننزهك ( عن ) أن ينسبك أحد لمثل هذا ويتوهم فيك شيئا منه . وأيضا يكون التسبيح نفيا للشبهة العارضة في تكليف ما لا يطاق لأن مذهبنا جوازه ، وأن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد . ومنعه المعتزلة لهذه الشبهة وهي حجة تكليف الله الخلق بما يعلم أنهم لا يقدرون عليه . قيل لابن عرفة : لعل مراد الملائكة تتزيهه عن عدم العلم الثابت لهم ؟ فقال : ما قلت لكم أنسب . قوله تعالى : { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } قال ابن عرفة : الوصف بالحكيم إشارة إلى الوجه الذي اختص به ( آدم ) بالعلم دونهم فمعناه : أنت تضع الأشياء في محلها أو يكون المراد ( الامتنان ) بالعلم ودليل العلم وهو الحكمة لأن الأصوليين عدوها من أسباب العلم .