Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 44-44)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ … } الاستفهام معناه التقرير والتوبيخ . قال ابن عرفة : فرق بعضهم بينهما بأن التقرير لمن أنعمت عليه ولم يحسن إليك . والتوبيخ لمن أحسنت إليه وأساء إليك . وجمع الأنفس جمع قلة تحقيرا لها ، لأن الآية خرجت مخرج الذّمّ ، والواو في " تنسون " يجب ( أو يترجح ) أن يكون واو الحال ( إذ ) لو لم تكن من تمام ( الأول ) للزم عليه تسلط الإنكار على كل واحدة من الجملتين على انفرادها ، والأمر بالمعروف مطلوب شرعا لا يوبخ أحد ( على ) فعله فما الإنكار إلا على من يأمر بالبر حالة عدم اتصافه به . فإن قلت / المضارع لا يقع حالا إلا بغير واو إلاّ فيما شذّ من قولهم : ( قمت وأصك عينه ) ؟ قلنا : هو على إضمار المبتدأ أي وأنتُمْ تَنسَوْنَ أنفُسَكُمْ . ( قيل ) لابن عرفة : لعل الإنكار تسلط على الجمع بين الأمرين أي أتجمعون بين الأمر بالبر ونسيان أنفسكم ؟ ( فقال ) : ظاهر اللفظ بالاتصاف أن دلالته على ذلك المعنى إنما هو من ناحية كون تلك الجملة حالا فقط . قلت : وأيضا فما يدل على إنكار الجمع بينهما إلا لو كان " تنسون " منصوبا كما قالوا في : لاَ تَأْكُلِ السَّمَكَ وَتَشْرَبِ اللَّبَنَ . قوله تعالى : { وَأَنتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي العقل الذي يصدكم عن ارتكاب ما منع الشرع منه وهو العقل النافع وليس المراد العقل التكليفي لأنه ثابت ، وهذا هو الذي اختص منه منتفٍ عنهم لأن المعنى : أتجهلون فلا تعقلون ؟ انتهى .