Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 47-47)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِي ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ … } . الذكر باللسان والقلب . واختلفوا في الذكر باللسان فقط هل هو معتبر ( أم ) لا ؟ ووجه مناسبتها لما قبلها أن الله تعالى كلفهم بالصلاة ( وأعلمهم ) بمشقتها وكان ذلك سببا في قنوطهم ( وإياسهم ) ، وقلة ( طمعهم ) في الوفاء بها والخروج من عهدتها ، وعقب ذلك ببيان أن الله تعالى منّ عليهم نعما في الماضي فليتذكروها لتذهب عنهم الأمور العادية ، ويكونوا على بصيرة من الطمع والرجاء في فضل الله تعالى وإنعامه عليهم في المستقبل بالإعانة على تحصيل تلك العبادة من غير مشقة ( وجهد ) . قال : وإنما نسبهم إلى يعقوب إن كان لهم أجداد غيره أنبياء لأنه أقرب جدّ إليهم . لأن يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وعليهم . قال الله تعالى : { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ } ثم قال { وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } فإن قلت : ما الفائدة في قوله : { ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ ( عَلَيْكُمْ } ) ولو أسقطت لقيل : اذكروا نعمتي ( عليكم ) لما اختل المعنى ؟ فالجواب : أنه أفاد اختصاص تلك النعمة بهم ، وأنهم مقصودون بها ، أي اذكروا نعمتي التي جعلتها خاصة لكم ، لأنه أنعم عليهم نعما كثيرة ، وذكرهم بما اختصهم به منها دون ما ( شاركهم ) الغير ( فيه ) ، وأيضا فالإنعام على الشخص يطلق على ما ناله مباشرة وبواسطة كالإنعام على قريبه وصديقه ( فذكّروا ) بما أنالهم من النعمة مباشرة . قوله تعالى : { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } . قال ابن عطية : أي على ( عالمي ) زمانهم . قال الزمخشري : أي على الجمّ الغفير . قال ابن عرفة : جعله ابن عطية عاما في الأشخاص ، خاصا في الأزمان ( وجعله ) الزمخشري بالعكس ، والتخصيص في الزمان أولى لأن العام في الأشخاص مطلق في الأزمنة والأحوال ، وفرق المنطقيون بين الكلية الدائمة والكلية المطلقة . ( قرره ) ابن عرفة مرة أخرى فقال : الألف ( واللام ) عند ابن عطية للعهد ، وعند الزمخشري للجنس ، ونظيره كقولك : كل إنسان أبيض ، إن أردت ( اعتبار ) الأمر الذهني فهو كاذب ، وإن ( كان ) باعتبار الوجود الخارجي فهو صادق إذا كان أهل زمانك كلهم بيضا . زاد الفخر الرازي : أنه عام في الأشخاص والأزمان / مطلق في أنواع التفضيل . فلعلّهم فضّلوا عليهم ( لفرع ) واحد إما بالتنصيص على أن منهم الأنبياء والملوك قال تعالى { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً } فقال ابن عرفة : " هذه دلالة ظاهرة ( وليست نصا ) ولا ينبغي أن يصرح بكونهم أفضل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا في خصلة واحدة . قال ابن عرفة : والنعمة تحتمل أن يراد بها أمر حسي والتفضيل معنوي فيكون الكلام تأسيسا ، أو أن يكون عاما في جميع النصح فيكون وأنّي فضلتكم من عطف الخاص على العام أو مطلقة تصدق على واحدة غير معينة فيكون من عطف الأخص على الأعم وهو المقيد على المطلق .