Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 48-48)

Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَٱتَّقُواْ يَوْماً … } . أي اتّقوا عذاب يوم . قال ابن عرفة : لا بد من تقدير ( هذا ) المضاف لأن اليوم إن أعربته مفعولا لزمك تكليف ما لا يطاق لأن يوم القيامة لا بد لهم منه ، فلا يصح تكليفهم بأن يجعلوا بينهم وبينه وقاية ، وإن أعربته ظرفا لم يصح أمرهم بالتقوى فيه لأنّه ليس محلا . قوله تعالى : { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ … } . أي جزاء ( تستقل به فيبطل استدلال المعتزلة بها على نفي الشفاعة العظمى أو الجزاء راجع إلى ) النصرة لأن الإنسان لا ( يفزع ) إلى الشفاعة إلا إذا لم يقدر على النصرة لا بيده ولا بجنده ، فإن علم أنه عاجز تشفع ، فإن لم يقبل منه افتدى بالمال . قال ابن عطية : وهذه إنما هي في الكافرين للإجماع ولتواتر الحديث بالشفاعة . قال ابن عرفة : قال ابن الصلاح : لم يصح من ( أحاديث ) الشفاعة غير حديثين . قال ابن عرفة : فعلى هذا يكون التواتر فيها معنويا لا لفظيا لتواتر شجاعة عليّ وجُود حَاتم . وقال هنا : { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } ( وفي الآية الأخرى ) { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ } فأخّر ( الفداء ) بالمال هنا عن الشفاعة وقدمه ( هناك ) . قلت : ولقد أجاب الفخر الخطيب ( عن ذلك ) بأنّ ذلك على حسب حال الناس فواحد يرغب في المال ( ويشح به ) فيأتي بالشفيع ، وآخر يرغب في ( الجاه والحرمة ) فيهون عليه ( بذل ) المال صيانة لحرمته . وأجاب الفقيه أبو جعفر أحمد بن ابراهيم ( ابن الزبير ) العاصمي الثقفي بأن هذه الآية تقدمها { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ } مظنة الامتثال والقبول فيكون مظنة لترجي الأمرين بالبر ، ( وأن يشفع ) فيهم يوم القيامة من امتثل أمرهم ألا ترى قوله تعالى في المنافقين { يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ } فقد نسبوا المؤمنين بالكون معهم فأحرى أن يتعلق هؤلاء بالحظ على الخير والدلالة عليه فكان الآكد هنا نفي الشفاعة ، فبدأ ( به ) ولم يتقدم في الآية الأخرى ما يستدعي هذا فبدأ بالفدية التي عهد في الدنيا أنها أمكن في التّخلص . قال ابن عرفة : واحتجّ بها المعتزلة على إنكار الشفاعة وحملها أهل السنّة على أنها في الكفار خاصة ( بهم ) لما تقدم . قال الإمام الرازي : بل هي حجة على المعتزلة . قال ابن عرفة : لا يُنْفَى إلا ما هو قابل للنفي والكفار ليسوا بقابلين للشفاعة بوجه بخلاف العصاة . وأجاب ابن عرفة : بأنهم قابلون لها باعتبار الدّعوى لقولهم : { هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } فقد ادعوا أن لهم شفعاء .