Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 67-67)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً … } قال ابن عرفة : هذا الأمر ( على الوجوب ) على تقدير عدم العفو من أولياء القتيل لأن ما يتوصّل ( إلى الواجب ) إلاّ به فهو واجب . قوله تعالى : { قَالُوۤاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً … } هذا على سبيل الغفلة والذهول من غير تأمل ، ( وإن ) قالوه بعد تأمل فهو كفر ، لأن نسبة الاستهزاء إلى النبي كفر . وقوله تعالى : { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ } من مجاز المقابلة كـَ { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ } لا أنه حقيقة ، وقُرِىء " يَتَّخِذُنَا " بياء الغيبة ، فإن كان فاعله عائدا على الله تعالى فهو أشد في الكفر والتعنت ، وإن كان عائدا على موسى عليه السلام فهو أخف من ( اقترانه ) ( بتاء ) الخطاب لأنهم حينئذ ( يكون ) قالوا ذلك بعضهم لبعض في ( حالة ) غيبة موسى عنهم ، ولم يباشروه بهذه المقالة . قوله تعالى : { قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ } . من باب نفي الشيء بنفي لازمه ، لأن الاستهزاء ملزوم للجهل فينتفي الأمران : الاستهزاء والجهل ، وجميع ما هو من لوازم الجهل ، ولو نفي الاستهزاء وحده لما نفي الجهل ولا ما ( عد ) من لوازمه . قيل لابن عرفة : قد يكون الاستهزاء مع العلم ؟ فقال : من غير ( النبي أما من النبي المعصوم ) فَلاَ ، والاستعاذة بالله فيها إقرار بالتوحيد ونسبة كل الأمور إليه عز وجلّ . قلت : ونظير الآية قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَاهِلِينَ }