Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 89-89)
Tafsir: Tafsīr al-imām ʾibn ʿArafa
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ … } قال الزمخشري : أي ما عرفوا من الحق كفروا به بغيا وحسدا وحرصا على الرئاسة . قال ابن عطية : المراد بقوله " مَّا عَرَفُواْ " الرّسول صلى الله عليه وسلم ؟ قال ابن عرفة : واستشكلوه لأنّ " ما " لا تقع إلا على ( ما لا يعقل ) ( أو على أنواع من يعقل ) . وأجيب بأنها واقعة على صفة من يعقل لا على ذاته ، أي ما عرفوا من نبوته وصفاته وصحّة رسالته كفروا به ، وكان بعضهم يأخذ من الآية جواز الاكتفاء في الشهادة والأحكام بالصفة دون تعريف . وأجيب : بأنه احتفت به قرائن تقوم مقام التّعيين ، وهي المعجزات التي جاءهم بها . ورُدَّ بأن المعجزات خارجة عن هذا وكافية وحدها ، وليست مذكورة في الآية إنما المذكور فيها معرفتهم له من حيث الصفة التي في كتابهم فقط من غير ضميمة إلى ذلك . وفي كتاب اللقطة : وإذا وصل كتاب القاضي إلى قاض آخر ، وثبت عنده بشاهدين ، فإن كان الفعل موافقا لما في كتاب القاضي من صفته ، وخاتم القاضي في عنقه لم يكلف الذي جاء به أن يقيم بينة أنّ هذا ( الحكم ) هو الذي حكم به عليه . قوله تعالى : { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } قال ابن عرفة : وانظر هل هذا إنشاء أو إخبار لقول متقدم ؟ ثم قال : لا يبعد أن يكون إنشاء ، وتكون اللّعنة مقولة بالتشكيك والتفاوت ، / لأن هؤلاء كفروا وهم جاهلون ، إذا بنينا على أن ذلك ( استعذار ) ، وهؤلاء كفروا بعد علمهم ومجيء الكتاب لهم فاللّعنة في حقهم أشد .