Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 1-18)

Tafsir: Ġarāʾib al-Qurʾān wa-raġāʾib al-furqān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القراءات : { والذين قتلوا } مبنياً للمفعول ثلاثياً : أبو عمرو وسهل ويعقوب وحفص . الباقون { قاتلوا } { ويثبت } من الإثبات : المفضل . الباقون : بالتشديد { أسن } بغير الألف كحذر : إبن كثير { أنفا } بدون الألف كما قلنا : ابن مجاهد وأبو عون عن قنبل . الوقوف : { أعمالهم } ه { بالهم } ه { من ربهم } ط { أمثالهم } ه { الرقاب } ط { الوثاق } لا للفاء ولتعلق { بعد } بما قبلها أي بعد ما شددتم الوثاق { أوزارها } ج { ذلك } ط أي ذلك كذلك ، وقد يحسن اتصاله بما قبله لانقطاعه عن خبره أو عن المبتدأ أو الفعل أي الأمر ذلك ، أو فعلوا ذلك { ببعض } ط { أعمالهم } ه { بالهم } ه ج للآية مع العطف واتحاد الكلام { لهم } ه { أقدامهم } ه { أعمالهم } ه ج { من قبلهم } ط لتناهي الاستخبار { عليهم } ج للابتداء بالتهديد مع الواو { أمثالها } ه { لهم } ه { الأنهار } ط { لهم } ه { أخرجتك } ج لاحتمال أن ما بعده صفة { قرية } أو ابتداء إخبار { لهم } ه { أهواءهم } ه { المتقون } ط للحذف أي صفة الجنة فيما نقص عليكم ثم شرع في قصتها . { آسن } ج { طعمه } ج { للشاربين } ه ج لتفصيل أنواع النعم مع العطف { مصفى } ج { من ربهم } ط لحذف المبتدأ والتقدير أفمن هذا حاله كمن هو خالد { أمعاءهم } ه { إليك } ج لاحتمال أن يكون حتى للانتهاء وللابتداء { آنفاً } ط { أهواءهم } ه { تقواهم } ه { بغتة } ه لتناهي الاستفهام مع مجيء الفاء بعده في الإخبار { أشراطها } ج لعكس ما مر { ذكراهم } ه . التفسير : قال أهل النظم : إن أول هذه السورة مناسب لآخر السورة كأنه قيل : كيف يهلك الفاسق إن كان له أعمال صالحة ؟ فأجاب { الذين كفروا وصدوا } منعوا الناس عن الإيمان صداً أو امتنعوا عنه صدوداً { أضل } الله { أعمالهم } أي أبطل ثوابها وكانوا يصلون الأرحام ويطعمون الطعام ويعمرون المسجد الحرام . وعن ابن عباس أنها نزلت في المطعمين يوم بدر . وقيل : هم أهل الكتاب . والأظهر العموم . قال جار الله : حقيقة إضلال الأعمال جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يثيب عليها كالضالة من الإبل لا رب لها يحفظها ، أو أراد أنه يجعلها ضالة في كفرهم ومعاصيهم مغلوبة بها كما يضل الماء في اللبن . وقيل : أراد إبطال ما عملوه من الكيد للإسلام وذويه بأن نصر المسلمين عليهم وأظهر دينه على الدين كله . وحين بيّن حال الكفار بيّن حال المؤمنين قائلاً { والذين آمنوا وعملوا الصالحات } بالهجرة والنصرة وغير ذلك { وآمنوا بما نزل على محمد } يعني القرآن وهو تخصيص بعد تعميم ، ولم يقتصر على هذا التخصيص الموجب للتفضيل ولكنه أكده بجملة اعتراضية هي قوله { وهو الحق من ربهم } ولأن الحق الثابت ففيه دليل على أن دين محمد صلى الله عليه وسلم لا يرد عليه النسخ أبداً . وتكفير السيئات من الكريم سترها بما هي خير منها فهو في معنى قوم { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } [ الفرقان : 7 ] والبال الحال والشأن لا يثنى ولا يجمع . وقيل : هو بمعنى القلب أي يصلح أمر دينهم . والحاصل أن قوله { وآمنوا بما نزل على محمد } بإزاء قوله { وصدّوا عن سبيل الله } فأولئك امتنعوا عن اتباع سبيل محمد صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء حثوا أنفسهم على إتباعه فلا جرم حصل لهؤلاء ضدّ ما حصل لأولئك فأضل الله حسنات أولئك وستر على سيئات هؤلاء ، وقد أشير إلى هذا الحاصل بقوله { ذلك } الإضلال والتكفير بسبب اتباع أولئك الباطل الشيطان وحزبه وأولئك الحق محمداً والقرآن { كذلك } أي مثل ذلك الضرب { يضرب الله للناس } كلهم أمثال أنفسهم أو أمثال المذكورين من الفريقين على معنى إنه يضرب أمثالهم لأجل الناس ليعتبروا بهم . وضرب المثل في الآية هو أن جعل اتباع الباطل مثلاً لعمل الكفار واتباع الحق مثلاً لعمل المؤمنين ، ولا ريب أن إخباره عن الفريقين بغير تصريح مثل لحالهما وهذا حقيقة ضرب المثل . وقيل : إن الإضلال مثل لخيبة الكفار ، وتكفير السيئات مثل لفوز المؤمنين . وقيل : إن قوله { كذلك } لا يستدعي أن يكون هناك مثل مضروب ، ولكنه لما بين حال الكافر وإضلال أعماله وحال المؤمن وتكفير سيئاته ، وبين السبب فيهما كان ذلك نهاية الإيضاح فقال { كذلك } أي مثل ذلك البيان يضرب الله للناس أمثالهم ويبين أحوالهم . قال أصحاب النظم : لما بيّن أن عمل الكفار ضلال والإنسان حرمته باعتبار عمله نتج من ذلك قوله { فإذا لقيتم الذين كفروا } أي في دار الحرب أو في القتال { فضرب الرقاب } وأصله فأضربوا الرقاب ضرباً إلا أنه اختصر للتوكيد لأنه بذكر المصدر المنصوب دل على الفعل وكان كالحكم البرهاني . وليس ضرب الرقبة مقصوداً بالذات ولكنه وقع التعبير عن القتل به لأنه أغلب أنواع القتل ، ولما في ذكره من التخويف والتغليظ . وفيه ردّ على من زعم أن القتل بل إيلام الحيوان قبيح مطلقاً لأنه تخريب البنيان ، فبين الشرع أن أهل الكفر والطغيان يجب قتلهم لأن فيه صلاح نوع الإنسان كما أن الطبيب الحاذق يأمر بقطع العضو الفاسد إبقاء على سائر البدن { حتى إذا أثخنتموهم } أكثرتم قتلهم وأغلظتموه من الشيء الثخين ، أو أثقلتموهم بالقتل والجراح حتى لا يمكنهم النهوض وقد مر في آخر " الأنفال " . { فشدّوا الوثاق } وهو بالفتح والكسر اسم ما يوثق به والمراد فأسروهم وشدّوهم بالحبال والسيور . فإما تمنون مناً وإما تفدون فداء ، وهذا مما يلزم فيه حذف فعل المفعول المطلق لأنه وقع المفعول تفصيلاَ لأثر مضمون جملة متقدمة . وقال الشافعي : للإمام أن يختار أحد أربعة أمور هي : القتل والاسترقاق والمنّ وهو الإطلاق من غير عوض والفداء بأسارى المسلمين أو بمال . لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منّ على أبي عروة الجهني وعلى ابن أثال الحنفي ، وفادى رجلاً برجلين من المشركين . وذهب بعض أصحاب الرأي أن الآية منسوخة . وأن المنّ والفداء إنما كان يوم بدر فقط وناسخها { فاقتلوا المشركين } [ التوبة : 5 ] وليس للإمام إلا القتل أو الاسترقاق . وعن مجاهد : ليس اليوم منّ ولا فداء إنما هو الإسلام أو ضرب العنق . وقوله { حتى تضع } يتعلق بالضرب والشدّ أو بالمنّ والفداء . والمراد عند الشافعي أنهم لا يزالون على ذلك أبداً إلى أن لا يكون حرب مع المشركين وذلك إذا لم يبق لهم شوكة . وأوزار الحرب آلاتها وأثقالها التي لا تقوم الحرب إلا بها . قال الأعشى : @ وأعددت للحرب أوزارها رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً @@ فإذا أنقضت الحرب فكأنها وضعت أسبابها . وقيل : أوزارها آثامها والمضاف محذوف أي حتى يترك أهل الحرب . وهم المشركون شركهم ومعاصيهم بأن يسلموا . وعلى هذا جاز أن يكون الحرب جمع حارب كالصحب جمع صاحب فلا يحتاج إلى تقدير المضاف . وفسر بعضهم وضع الحرب أوزارها بنزول عيسى عليه السلام . عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى عليه السلام إماماً هادياً وحكماً عدلاً يكسر الصليب ويقتل الخنزير وتضع الحرب أوزارها حتى تدخل كلمة الإخلاص كل بيت من وبر ومدر " وعند أبي حنيفة : إذا علق بالضرب والشدّ فالمعنى أنهم يقتلون ويؤسرون حتى تضع جنس الحرب الأوزار ، وذلك إذا لم تبق شوكة للمشركين . وإذا علق بالمنّ والفداء فالحرب معهودة وهي حرب بدر . ثم بين أنه منزه في الانتقام من الكفار عن الاستعانة بأحد فقال { ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم } بغير قتال أو بتسليط الملائكة أو أضعف خلقه عليهم { ولكن } أمركم بقتالهم { ليبلو بعضكم ببعض } فيمتحن المؤمنين بالكافرين هل يجاهدون في سبيله حق الجهاد أم لا ، ويبتلي الكافرين بالمؤمنين هل يذعنون للحق أم لا إلزاماً للحجة وقطعاً للمعاذير . ومعنى الابتلاء من الله سبحانه قد مر مراراً أنه مجاز أي يعاملهم معاملة المختبر ، أو ليظهر الأمر لغيره من الملائكة أو الثقلين . ثم وعد الشهداء والمجاهدين بقوله { والذين قتلوا } أو قاتلوا على القراءتين { فلن يضل أعمالهم } خلاف الكفرة { سيهديهم } إلى الثواب ويثبتهم على الهداية { ويصلح بالهم } أمر معاشهم في المعاد أو في الدنيا ، وكرر لأن الأوّل سبب النعيم ، والثاني نفس النعيم { ويدخلهم الجنة عرّفها لهم } جعل كل واحد بحيث يعرف ماله في الجنة كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا . وعن مقاتل : يعرفها لهم الحفظة وعسى أنه عرفها بوصفها في القرآن . وقيل : طيبها لهم من العرف وهو طيب الرائحة . ثم حث على نصرة دين الله بقوله { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله } أي دينه أو رسوله { ينصركم } على عدوّكم ويفتح لكم { ويثبت أقدامكم } في مواقف الحرب أو على جادّة الشريعة { والذين كفروا } حالهم بالضد . يقال : تعساً له في الدعاء عليه بالعثار والتردّي . عن ابن عباس : هو في الدنيا القتل ، وفي الآخرة الهويّ في جهنم . وهو من المصادر التي يجب حذف فعلها سماعاً والتقدير : أتعسهم الله فتعسوا تعساً ولهذا عطف عليه قوله { وأضل أعمالهم } ثم بين سبب بقائهم على الكفر والضلال بقوله { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله } من القرآن والتكاليف لألفهم بالإهمال وإطلاق العنان { فأحبط أعمالهم } التي لا استناد لها إلى القرآن أو السنة . ثم هدّدهم بحال الأقدمين وهو ظاهر . ودمر عليه ويقال دمره فالثاني الإهلاك مطلقاً ، والأوّل إهلاك ما يختص به من نفسه وماله وولده وغيره { وللكافرين أمثالها } الضمير للعاقبة أو العقوبة . والأوّل مذكور ، والثاني مفهوم بدلالة التدمير فإن كان المراد الدعاء عليهم فاللام للعهد وهم كفار قريش ومن ينخرط في سلكهم ، وإن كان المراد الإخبار جاز أن يراد هؤلاء . والقتل والأسر نوع من التدمير وجاز أن يراد الكفار الأقدمون { ذلك } النصر والتعس { بأن الله مولى الذين آمنوا } أي وليهم وناصرهم { وأن الكافرين لا مولى لهم } بمعنى النصرة والعناية ، وأما بمعنى الربوبية والمالكية فهو مولى الكل لقوله { وردّوا إلى الله مولاهم الحق } [ يونس : 30 ] ثم برهن على الحكم المذكور وهو أن ولايته مختصة بالمؤمنين فقال { إن الله يدخل } الآية . فشبه الكافرين بالأنعام من جهة أن الكافر غرضه من الحياة التنعم والأكل وسائر الملاذ لا التقوى والتوسل بالغذاء إلى الطاعة وعمل الآخرة ، ومن جهة أنه لا يستدل بالنعم على خالقها ، ومن جهة غفلتهم عن مآل حالهم وأن النار مثوى لهم . ثم زاد في تهديد قريش بقوله { وكأين من قرية } أي أهل قرية هم { أشدّ قوّة من } أهل { قريتك التي أخرجتك } تسببوا لخروجك . وقوله { فلا ناصر لهم } حكاية تلك الحال كقوله { وكلبهم باسط } [ الكهف : 18 ] ثم بين الفرق بين أهل الحق وحزب الشيطان بقوله على طريق الإنكار { أفمن كان على بينة } معجزة ظاهرة وحجة باهرة { من ربه } يريد محمداً وأمته قوله { وأتبعوا } محمول على معنى " من " وهو تأكيد للتزيين كما أن كون البينة من الرب تأكيد لها . وحين أثبت الفرق بين الفريقين أراد أن يبين الفرق بين جزائهما فقال { مثل الجنة } أي صفتها العجيبة الشأن . وفي إعرابه وجهان : أحدهما ما مر في الوقوف ، والثاني قول الزمخشري في الكشاف أنه على حذف حرف الاستفهام ، والتقدير : أمثل الجنة وأصحابها كمثل جزاء من هو خالد في النار ، أو كمثل من هو خالد ؟ وفائدة التعرية عن حروف الاستفهام زيادة تصوير مكابرة من يسوّي بين الفريقين . وقوله { فيها أنهار } كالبدل من الصلة أو حال . والآسن المتغير اللون أو الريح أو الطعم ومصدره الأسون والنعت آسن مقصوراً ، واللذة صفة أو مصدر وصف به كما مر في " الصافات " ، والباقي ظاهر . قال بعض علماء التأويل : لا شك أن الماء أعم نفعاً للخلائق من اللبن والخمر والعسل فهو بمنزلة العلوم الشرعية لعموم نفعها للمكلفين كلهم ، وأما اللبن فهو ضروري للناس كلهم ولكن في أوّل التربية والنماء فهو بمنزلة العلوم الغريزية الفطرية ، وأما الخمر والعسل فليسا من ضرورات التعيش فهما بمنزلة العلوم الحقيقية السببية إلا أن الخمر يمكن أن تخص بالعلوم الذوقية . والعسل بسائرها وقد يدور في الخلد أن هذه الأنهار الأربعة يمكن أن تحمل على المراتب الإنسانية الأربع . فالعقل الهيولاني بمنزلة الماء لشموله وقبوله الآثار ، والعقل بالملكة بمنزلة اللبن لكونه ضرورياً في أوّل النشوء والتربية ، والعقل بالفعل بمنزلة الخمر فإن حصوله ليس بضروري لجميع الإنسان إلا أنه إذا حصل وكان الشخص ذاهلاً عنه غير ملتفت إليه كان كالخمر الموجب للغفلة وعدم الحضور ، والعقل المستفاد بمنزلة العسل من جهة لذته ومن جهة شفائه لمرض الجهل ومن قبل ثباته في المذاق للزوجته ودسومته والتصاقه والله تعالى أعلم بمراده . وقوله { ومغفرة من ربهم } إن قدر ولهم مغفرة من الله قبل ذلك فلا إشكال ، وإن قدر لهم فيها مغفرة أمكن أن يقال : إنهم مغفورون قبل دخول الجنة فما معنى الغفران بعد ذلك ؟ والجواب أن المراد رفع التكليف يأكلون من غير حساب ولا تبعة وآفة بخلاف الدنيا فإن حلالها حساب وحرامها عذاب . ثم ذكر نوعاً آخر من قبيح خصال الكافرين وقيل أراد المنافقين فقال { ومنهم من يستمع إليك } كانوا يحضرون مجلس النبي صلى الله عليه وسلم والجمعات ويسمعون كلامه ولا يعونه كما يعيه المسلم { حتى إذا خرجوا } انصرفوا وخرج المسلمون { من عندك } يا محمد قال المنافقون للعلماء وهم بعض الصحابة كابن عباس وابن مسعود وأبي الدرداء : أيّ شيء قال محمد { آنفاً } أي في ساعتنا هذه . وأنف كل شيء ما تقدمه ومنه فولهم " استأنفت الأمر " ابتدأته . ولا يستعمل منه فعل ثلاثي بهذا المعنى . وإنما توجه الذم عليهم لأن سؤالهم سؤال استهزاء وإعلام أنهم لم يلتفتوا إلى قوله ، ولو كان سؤال بحث عما لم يفهموه لم يكن كذلك ، على أن عدم الفهم دليل قلة الاكتراث بقوله . ثم مدح أهل الحق بقوله { والذين اهتدوا } بالإيمان { زادهم } الله { هدى } بالتوفيق والتثبيت وشرح الصدر ونور اليقين { وآتاهم تقواهم } أعانهم عليها أو أعطاهم جزاء تقواهم . وعن السدي : بين لهم ما يتقون . وقيل : الضمير في { زادهم } للاستهزاء أو لقول الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم خوف أهل الكفر والنفاق باقتراب القيامة . وقوله { أن تأتيهم } بدل اشتمال من { الساعة } وأشراط الساعة إماراتها من انشقاق القمر وغيره . ومنه مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فإنه نبي آخر الزمان ولهذا قال " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار بالسبابة والوسطى { فأنى لهم } من أين لهم { إذا جاءتهم } الساعة { ذكراهم } أي لا ينفعهم تذكرهم وإيمانهم حينئذ فالذكرى مبتدأ و { أنى لهم } الخبر . وقيل : فاعل { جاءتهم } ضمير يعود إلى " الذكرى " . وجوّز أن يرتفع " الذكرى " بالفعل والمبتدأ مقدر أي من أين لهم التذكر إذا جاءتهم الذكرى ؟ والقول هو الأول ولله المرجع والمآب وإليه المصير .