Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 1, Ayat: 1-1)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال ابن عبَّاس وغيره : إنها مكية ؛ ويؤيد هذا أن في سُوَرةِ الحِجْرِ : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِي } [ الحجر : 87 ] والحجر مكية بإِجماع ، وفي حديث أُبَيِّ بن كعب أنَّها السبْعُ المثانِي . ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة ، وما حفظ أنه كانت قط في الإسلام صلاةٌ بغير : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ، وروي عن عطاء بن يسار وغيره ؛ … أنها مدنية ، وأما أسماؤها فلا خلاف أنه يقال لها فاتحة الكتاب ، واختلف ، هل يقال لها أم الكتاب ؟ فكره ذلك الحسن بن أبي الحسن ، وأجازه ابن عبَّاس وغيره . وفى تسميتها بـ « أُمِّ الْكِتَاب » حديثٌ رواه أبو هريرة ، واختلف هل يقال لها : « أُمَّ القُرْآنِ » ؟ فكره ذلك ابن سيرين ، وجوزه جمهور العلماء . وسميت « المَثَانِيَ » ؛ لأنها تثنَّى في كل ركعة ؛ وقيل : لأنها استثنيت لهذه الأمة . وأما فضل هذه السورة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبيِّ بن كعب ؛ أنَّها لم ينزل في التوراة ، ولا في الإِنجيل ، ولا في الفرقان مثلها ، وروي أنها تعدل ثلثَي القرآن ، وهذا العدل إِما أنْ يكون في المعاني ، وإِما أنْ يكون تفضيلاً من الله تعالَىٰ لا يعلل ؛ وكذلك يجيء عدل : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] وعدل : { إِذَا زُلْزِلَتِ } [ الزلزلة : 1 ] وغيره . * ت * : ونحو حديث أُبَيٍّ حديث أبي سعيد بن المُعَلَّى ؛ إِذ قال له صلى الله عليه وسلم : " أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } ؛ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي ، والقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ " رواه البخاري ، وأبو داود ، والنسائيُّ ، وابن ماجة . انتهى من « سِلاَح المُؤْمِنِ » تأليف الشيخ المحدِّث أبي الفتح تقي الدين محمَّد بن علي بن همام - رحمه اللَّه - .