Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 2-3)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الحَمْدُ : معناه الثناء الكاملُ ، والألف واللام فيه لاِستغراقِ الجنس من المحامد ، وهو أعم من الشكر ؛ لأنَّ الشكر إنما يكون على فِعْلٍ جميل يسدى إِلى الشاكر ، والحمد المجرَّد هو ثناء بصفات المحمود . قال : * ص * : وهل الحمدُ بمعنى الشكْر أو الحمدُ أَعمُّ ، أو الشكر ثناءٌ على اللَّه بأفعاله ، والحمد ثناء عليه بأوصافه ؟ ثلاثةُ أقوال . انتهى . قال الطبريُّ : الحمدُ لِلَّهِ : ثناءٌ أثنَىٰ به على نفسه تعالَىٰ ، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا به عليه ؛ فكأنه قال : قولوا : الحمد للَّه ، وعلى هذا يجيء : قولوا : { إِيَّاكَ } ، وَ { ٱهْدِنَا } . قال : وهذا من حذف العربِ ما يدلُّ ظاهر الكلام عليه ، وهو كثيرٌ . والرب ؛ في اللغة : المعبودُ ، والسيدُ المالكُ ، والقائمُ بالأمور المُصْلِحُ لما يفسد منها ، فالرب على الإِطلاق هو ربُّ الأرباب علَىٰ كل جهة ، وهو اللَّه تعالَىٰ . والعَالَمُونَ : جمع عَالَمٍ ، وهو كل موجود سوى اللَّه تعالَىٰ ، يقال لجملته : عَالَمٌ ، ولأجزائه من الإنس والجن وغير ذلك عَالَمٌ ، عَالَمٌ ، وبحسب ذلك يجمع على العَالَمِينَ ، ومن حيثُ عالَمُ الزمانِ متبدِّلٌ في زمان آخر ، حَسُنَ جمعها ، ولفظة العالَمِ جمع لا واحد له من لفظه ، وهو مأخوذ من العَلَمِ والعلامة ؛ لأنه يدل على موجده ؛ كذا قال الزَّجَّاج ، قال أبو حَيَّان : الألف واللام في العَالَمِينَ لِلاستغراقِ ، وهو جمع سلامة ، مفرده عَالَمٌ ، اسم جمع ، وقياسه ألا يجمع ، وشذَّ جمعه أيضاً جمع سلامة ؛ لأنه ليس بعَلَمٍ ولا صفةٍ . * م * : وذهب ابنُ مالك في « شَرْحِ التَّسْهِيلِ » إلى أن « عَالَمِين » اسم جمعٍ لمن يعقل ، وليس جمع عالمٍ ؛ لأن العَالَمَ عامٌّ ، و « عالَمِينَ » خاصٌّ ، قلت : وفيه نظر . انتهى . وقد تقدَّم القول في الرحمن الرحيم .