Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 11-14)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُم بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ … } الآية : هذه الآيةُ نزلَت ، في دعاء الرَّجُل على نَفْسه أو ولده ، أو ماله ، فأخبر سبحانه أنَّه لو فعل مع النَّاس في إِجابته إِلى المَكْروه مثْلَ ما يريدُ فعله معهم في إِجابته إِلى الخَيْر ، لأهلكهم ، وحُذِفَ بعد ذلك جملة يتضمَّنها الظاهرُ ، تقديرها : فلا يفعلْ ذلك ، ولكنْ يَذَرُ { ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا … } الآية ، وقيل : إِن هذه الآية نزلَتْ في قولهم : { إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَاءِ } [ الأنفال : 32 ] ، وقيل : نَزَلَتْ في قولهم : { فأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ هود : 32 ] ، وما جرى مجراه ، والعَمَهُ : الخبط في ضلال . وقوله سبحانه : { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَـٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ … } الآية : هذه الآية أيضاً عتاب على سوء الخُلُقِ من بعض الناس ، ومضمَّنه النهْيُ عن مثل هذا ، والأَمرُ بالتسليم إِلى اللَّه والضَّراعة إِليه في كلِّ حال ، والعلْمُ بأنَّ الخير والشر منه ، لا رَبَّ غيره ، وقوله : { لِجَنبِهِ } ، في موضع الحال ؛ كأنه قال : مُضْطَجِعاً ، والضُّرُّ عامٌ لجميع الأمراض والرزايا . وقوله : { مَرَّ } يقتضي أن نزولها في الكفَّار ، ثم هي بعد تتناوَلُ كلَّ من دَخَلَ تحْتَ معناها مِنْ كافرٍ وعاصٍ . وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ … } الآية : آيةُ وعيدٍ للكفَّار ، وضرْبِ أمثالٍ لهم ، و { خَلَـٰئِفَ } : جمع خليفة . وقوله : { لِنَنظُرَ } : معناه : لنبيِّن في الوجود ما عَلِمْناه أزلاً ، لكنْ جرى القول على طريق الإِيجاز والفصاحةِ والمجازِ ، وقال عمر رضي اللَّه عنه : إِنَّ اللَّه تعالَى إِنما جَعَلَنَا خلفاءَ ؛ لينظر كَيْفَ عَمَلُنَا ؛ فَأَرُوا اللَّه حُسْنَ أَعمالكم في السر والعلانية .