Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-18)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَـٰتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا } يعني : بعْضَ كفار قريش : { ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ } ، ثم أمر سبحانه نبيه أَنْ يردَّ عليهم بالحق الواضح ، فقال : { قُل لَّوْ شَاءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ } ولا أعلمكم به ، و { أَدْرَٰكُم } بمعنى : أعلمكم ، تقول : دَرَيْتُ بالأَمْرِ ، وأَدْرَيْتُ بِهِ غيري ، ثم قال : { فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ } يعني : الأربعين سنةً قبل بعثته عليه السلام ، أي : فلم تجرِّبوني في كَذِبٍ ، ولا تكلَّمتُ في شيءٍ مِنْ هذا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ؛ أنَّ من كان على هذه الصفة لا يصحُّ منه كذب بعد أَنْ ولَّى عمره ، وتقاصَرَ أملُهُ ، واشتدَّت حِنْكَته وخوفُه لربِّه . وقوله : { فَمَنْ أَظْلَمُ } : ٱستفهامٌ وتقريرٌ ، أي : لا أحد أظلم ممَّن ٱفترى على اللَّه كذباً ، أو ممَّن كذَّب بآياته ؛ بَعْد بيانها ، والضمير في { يَعْبُدُونَ } لكفَّار قريش ، وقولهم : { هَـؤُلاءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ } : هذا قول النبلاء منهم ، ثم أمر سبحانه نبيَّه أن يقرِّرهم ويوبِّخهم بقوله : { أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } ، وذكر السمٰوات ؛ لأن من العرب من يعبد الملائكَةَ والشِّعْرَى ، وبحسب هذا حَسُنَ أن يقول : { هَـؤُلاءِ شُفَعَـٰؤُنَا } ، وقيل : ذلك على تجوُّز في الأصنام التي لا تَعْقِلُ .