Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 34-36)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ … } الآية توقيفٌ على قصور الأصنامِ وعَجْزِها ، وتنبيهٌ على قدرة اللَّه عزَّ وجلَّ ، و { تُؤْفَكُونَ } : معناه : تُصْرَفُونَ وتُحْرَمُونَ ، وأرضٌ مَأْفُوكَةٌ ؛ إِذا لم يُصِبْها مَطَرٌ ، فهي بمعنى الخَيْبَةِ . وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى ٱلْحَقِّ } : أي : يبيِّن طرق الصواب ، ثم وصف الأصنام بأنها لا تَهْدِي إِلا أنْ تُهْدَى . وقوله : { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ } : فيه تَجوُّز ، لأنا نجدها لا تُهْدَى وإِنْ هُدِيَتْ ، وقال بعضهم : هي عبارة عن أنها لا تنتقلُ إِلا أنْ تُنْقَلَ ، ويحتمل أنْ يكون ما ذَكَرَ اللَّه مِنْ تسبيح الجمادَاتِ هو ٱهتداؤُهَا ، وقرأ نافع وأبو عمرو : « يَهْدِّي » - بسكون الهاء ، وتشديد الدَّال - ، وقرأ ابن كثير وابنُ عامر : يَهَدِّي - بفتح الياء والهاء ، وتشديد الدَّال - وهذه رواية وَرْشٍ عن نافعٍ ، وقرأ حمزة والكسائي : « يَهْدِي » - بفتح الياءِ ، وسكون الهاء - ومعنى هذه القراءة : « أَمَّنْ لا يَهْدِي أَحداً إِلا أَن يُهْدى ذلك الأَحْدُ ، ووقف القُرَّاء : { فَمَا لَكُمْ } ، ثم يبدأ : { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } . وقوله سبحانه : { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا … } الآية : أخبر اللَّه سبحانه عن فساد طريقتهم ، وضَعْفِ نَظَرِهم ، وأنه ظَنٌّ ، ثم بيَّن منزلة الظنِّ من المعارف ، وبُعْدَهُ عن الحقِّ .