Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 32-33)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ … } الآية : يقول : فهذا الذي هذه صفاته ربُّكم الحَقُّ ، أي : المستوجِبُ للعبادةِ والألوهيَّة ، وإِذا كان كذلك ، فتشريكُ غيره ضَلاَلٌ وغيرُ حقٍّ . قال * ع * : وعبارة القُرآن في سوق هذه المَعاني تفُوتُ كلَّ تفسيرٍ براعةً وإِيجازاً ووضوحاً ، وحَكَمَتْ هذه الآيةُ بأنه ليس بَيْنَ الحَقِّ والضلال منزلةٌ ثالثةٌ في هذه المسألة التي هي توحيدُ اللَّه تعالَى ، وكذلك هو الأمر في نظائرها مِنْ مسائل الأصول التي الحَقُّ فيها في طَرَفٍ واحدٍ ؛ لأن الكلام فيها إِنما في تقرير وجودِ ذاتٍ كَيْفَ هِيَ ، وذلك بخلافِ مسائِلِ الفُرُوع التي قال اللَّه تعالَى فيها : { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَـٰجاً } [ المائدة : 48 ] . وقوله : { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } : تقرير ؛ كما قال : { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } [ التكوير : 26 ] ثم قال : { كَذَٰلِكَ حَقَّتْ } أي : كما كانَتْ صفاتُ اللَّه كما وَصَفَ ، وعبادته واجبة كما تقرَّر ، وٱنصرافُ هؤلاء كما قَدَّرَ عليهم ، { كَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَـتُ رَبِّكَ … } الآية ، وقرأ أبو عَمْرٍو وغيره : « كَلِمَةُ » ؛ على الإِفراد الذي يُرَادُ به الجَمْع ؛ كما يقال للقصيدة « كَلِمَةٌ » فَعَبَّر عن وعيدِ اللَّه تعالى بـــ « كَلِمَة » .