Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 100, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابنُ عباس وغيره : المرادُ بـ { وَٱلْعَـٰدِيَـٰتِ } : الخيلُ ؛ لأَنها تَعْدُو بالفُرْسَانِ ، وَتَضْبَحُ بأصْوَاتِها ، وعن ابن مسعود وعلي أن { ٱلْعَـٰدِيَـٰتِ } هنا : الإبِلُ لأنها تَضْبَحُ في عَدْوِها ، قال علي ـــ رضي اللَّه عنه ـــ : والقَسَمُ بالإبل العادياتِ مِنْ عَرَفَةَ ومِنَ المُزْدَلِفَةِ ، إذا دَفَعَ الحاجُّ ، وبإبِل غَزْوَةِ بدرٍ ، والضَّبْحُ تَصْوِيتٌ جَهِيرٌ عِنْدَ العَدْوِ ، قال الداوودي : وهو الصوتُ الذي يُسْمَعُ من أجوافِها وقتَ الرَّكْضِ ، انتهى . وقوله تعالى : { فَٱلمُورِيَـٰتِ قَدْحاً } قال علي وابن مسعود هي : الإبلُ ؛ وذلك بأنها [ في ] عَدْوِها تَرْجُمُ الحَصْبَاءَ بالحَصْبَاءِ فَتَتَطَايرُ منهَا النارُ ، فذلك القَدْحُ ، وقال ابن عباس : هي الخيلُ ؛ وذلكَ بِحَوَافِرِها في الحِجَارة ، وقال ابن عباس أيضاً وجماعةٌ الكلام عَامٌّ يَدْخُلُ في القَسَمِ كلُّ مَنْ يُظْهِرُ بِقَدْحِه ناراً . * ص * : { قَدْحاً } أبو البقاءِ : مَصْدَرٌ مؤكِّد ؛ لأَن المُورِيَ هُوَ القَادِح ، انتهى ، { فَٱلْمُغِيرٰتِ صُبْحاً } قال علي وابن مسعود هي : الإبلُ مِنْ مزدلفةَ إلى مِنًى ، وفي بدرٍ ، وقال ابن عباس وجماعة كثيرة : هي الخيلُ ، واللَّفْظَةُ منَ الغَارَةِ في سبيلِ اللَّهِ وغير ذلك من سير الأُمَمِ وعُرْفُ الغَارَاتِ أنَّها مَعَ الصَّبَاحِ ، والنَّفْعُ الغبارُ الساطِعُ المثَارُ ، والضمير في { بِهِ } ظاهرُه أَنَّه للصُّبْحِ المذكورِ ، ويحتملُ أنْ يكونَ للمكانِ والموْضِع الذي يقتضيه المعنى ، ومشهورٌ إثارةُ النَّقْعِ هو للخيل ، وقال علي : هو هنا للإبل . { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } قال علي وابن مسعود هي : الإبلُ ، و { جَمْعاً } هي المزدلفة ، وقال ابن عباس وجماعة : هي الخيلُ ، والمرادُ جَمْعٌ مِنَ الناسِ هم المَغْزُوُّونَ ، والقَسَمُ واقِع على قوله : { إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } ورُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَا الكَنُودُ ؟ قَالُوا : لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هُوَ الكَفُورُ الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ ، وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ " ، وقد يَكُونُ في المؤمِنينَ الكَفُورُ بالنِّعْمَةِ فتقديرُ الآيةِ : إنَّ الإنْسَانَ لِنعمةِ ربِّه لَكَنُودٌ ، وأَرْضٌ كَنُودٌ : لاَ تُنْبِتُ شَيْئاً ، والكَنُودُ : العَاصِي بلُغَةِ كِنْدَة ، ويقال للبخيل : كَنُودٌ ، وفي البخاريِّ عن مجاهدٍ : الكَنُودُ الكَفُورُ ، انتهى .