Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 7-11)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } يحتملُ الضميرُ أنْ يعودَ عَلَى اللَّهِ تعالى ؛ وقالَهُ قتادة ، ويحتملُ أَنْ يَعُودَ على الإنسان ؛ أَنَّه شَاهِدٌ عَلى نَفْسِهِ بِذَلِكَ ؛ وهذا قول مجاهد وغيره . { وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ } أي : وإنَّ الإنسانَ لحبِّ الخَيْرِ ، والمعنى من أجْلِ حبِّ الخَيْرِ ، { لَشَدِيدٌ } أي : بَخِيلٌ بالمَالِ ضَابِطٌ له ، والخيرُ هنا المالُ ، ويحتملُ أن يُرَادُ هنا الخيرُ الدنيويُّ من مالٍ ، وصحةٍ ، وجاهٍ عندَ الملوك ، ونحوه ؛ لأَنَّ الكفارَ والجُهَّال لا يعرفونَ غَيْرَ ذلكَ ، وأَمَّا [ الحُبُّ في خَيْرِ الآخرة فَمَمْدُوحٌ ؛ مَرّجُوٌّ لَه الفوزُ ، وقَال الفراء : مَعْنَى الآيةِ : أَنَّ الإنسانَ لشديدُ الحبِّ لِلْخَيْرِ ولما تَقَدَّمَ ] الخيرُ قَبْلَ « شديدٍ » حُذَف مِنْ آخِره ؛ لأَنه قَدْ جَرَى ذِكْرهُ ؛ ولرؤوسِ الآي ، انتهى . وقوله تعالى : { أَفَلاَ يَعْلَمُ } تَوْقِيفٌ ، أي : أفلا يعلم مآلَه ومصيرَه فيستعدّ لَهُ . { وَحُصِّلَ مَا فِى ٱلصُّدُورِ } ، أي : مُيِّزَ وأبْرزَ مَا فِيها ليقعَ الجزاءُ عليه ، ويفسِّرُ هذَا قولُه صلى الله عليه وسلم : " يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ " وفي قولِه تعالى : { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } وَعِيدٌ ، * ص * : والعَامِلُ في { يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } على تضمينِه مَعْنى : لَمُجازٍ ؛ لأَنَّه تَعَالَى خَبِيرٌ دَائِماً ، انتهى .