Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 5-8)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } جوابُ « لو » محذوفٌ تقديرهُ لاَزْدُجِرْتُمْ ، [ وبَادَرْتُم ] إنقاذَ أنفُسِكم من الهَلَكَةِ ، واليقينُ أعلى مراتبِ العلم ، ثم أخْبَرَ تعالى الناسَ أنَّهُم يَرَوْنَ الجحيمَ ، وقال ابن عباس : هذا خطابٌ للمشركينَ والمَعْنَى على هذا التأويلِ : أنها رؤيةُ دخولٍ وصَلْيٍ ؛ وَهُوَ عينُ اليقينِ لَهُم ، وقال آخرونَ : الخطابُ للناسِ كلِّهم ، فهي كقوله تعالى : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] فالمعنى أنّ الجميعَ يَرَاها ؛ ويجوزُ النَّاجِي وَيَتَكَرْدَسُ فيها الكافرُ ، * ص * : { لَتَرَوُنَّ } ابن عامر والكسائي ـــ بضم التاء ـــ ، والباقون بفتحها ، انتهى . وقوله تعالى : { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } تأكيدٌ في الخبرِ ، وعينُ اليقينِ : حقيقتُه وغايتُه ، ثم أخْبَر تعالى أنّ الناسَ مَسْؤولونَ يَوْمَئِذٍ عَنْ نعيمِهم في الدنيا ؛ كيفَ نالُوه ولِمَ آثَرُوهُ ، وتَتَوَجَّهُ في هذا أسئلةٌ كَثِيرَةٌ بِحَسَبِ شَخْصٍ شَخْصٍ ، وهِيَ مُنْقَادَةٌ لِمَنْ أُعْطِيَ فَهْماً في كِتَابِ اللَّه ـــ عز وجل ـــ ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصْحابِه : " والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ نَعِيمِ هٰذَا الْيَوْمِ " ، الحديثُ في الصحيح ؛ إذْ ذَبَحَ لَهُمْ أبُو الهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ شَاةً وَأَطْعَمَهُمْ خُبْزاً وَرُطَباً ، وٱسْتَعْذَبَ لَهُمْ مَاءً ، وَعَنْ أبي هريرةَ في حديثهِ في مسيرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبي بكرٍ وعمرَ إلَىٰ بَيْتِ أبي الهَيْثَمِ ، وأكْلِهِمُ الرُّطَبَ وَاللَّحْمَ وَشُرْبِهمُ المَاءَ ، وقوله صلى الله عليه وسلم هٰذَا هُوَ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، وإنَّ ذَلِكَ كَبُرَ عَلَىٰ أصحابهِ ، وإنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَال : " إذا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هٰذَا وَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ ، فَقُولُوا : بِٱسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَىٰ بَرَكَةِ اللَّهِ ، وَإذَا شَبِعْتُمْ ، فَقُولُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَشْبَعَنَا وَأَرْوَانَا ، وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ ، فَإنَّ هٰذَا كَفَافٌ [ بِذَاكَ ] " هذا مختصرٌ رواه الحاكم في المستدركِ ، انتهى من « سلاح المؤمن » قال الداوديُّ : وعن الحسنِ وقَتَادَة : ثَلاَثٌ لا يَسْأَلُ اللَّهُ عنهنّ ابنَ آدمَ ومَا عَدَاهُنَّ فيه الحسابُ والسؤال ؛ إلا مَا شَاءَ اللَّهُ : كسوةٌ يوارِي بها سوءَتَه ، وكِسْرَةٌ يَشُدَّ بِهَا صلبَه ، وبيتٌ يُكِنُّه مِنَ الحرِّ والبردِ ، انتهى .