Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 120-123)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } ، و « كُلاًّ » مفعولٌ مقدَّم بـــ « نَقُصُّ » ، و « ما » بدلٌ من قوله : « وكُلاًّ » ، و { نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } أي : نؤنِّسك فيما تلْقَاه ، ونجعل لك الإِسْوَة . { وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ } قال الحسنُ : { هَـٰذِهِ } إِشارة إِلى دار الدنيا ، وقال ابن عباس : { هَـٰذِهِ } ، إِشارة إِلى السورة ، وهو قولُ الجمهور . قال * ع * : ووجه تخصيص هذه السُّورة بوَصْفها بحقٍّ ، والقرآن كلُّه حق أنَّ ذلك يتضمَّن معنى الوعيد للكفَرَة ، والتنبيهِ للنَّاظر ، أي : جاءك في هذه السورة الحَقُّ الذي أصَابَ الأُمَم الماضيةَ ، وهذا كما يقالُ عند الشدائدِ : جَاءَ الحَقُّ ، وإِن كان الحَقُّ يأتي في غَيْر الشدائدِ ، ثم وصَف سبحانَه أنَّ ما تضمَّنته السورةُ هو موعظةٌ وذكْرَى للمؤمنينَ . وقوله سبحانه : { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ … } الآية : آيةُ وعيدٍ . وقوله تعالى : { وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ … } الآية : أية تعظيمٍ وٱنفرادٍ بما لا حَظَّ لمخلوقِ فيهِ ، ثم أمر سبحانه العَبْدَ بِعِبَادَتِهِ ، والتوكُّلِ عليه ، وفيهما زوالُ هَمِّهِ وصَلاَحُهُ ، ووصُولُهُ إِلى رضوان اللَّه تعالى ، فقال : { فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ، اللَّهم ، ٱجعلْنَا مِمَّن توكَّل عليك ، ووفَّقْتَهُ لِعَبَادَتِكَ كما ترضَى ، وصلَّى اللَّه على سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم تسليماً ، والحمد لله على جزيلِ مَا بِهِ أَنْعَمَ .