Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَـٰتُهُ } أي : أتْقِنَتْ وأجيدَتْ ، وبهذه الصفة كان القرآن في الأزَل ، ثم فُصِّل بتقطيعه ، وتَبْيين أحكامه وأوامره علَى محمَّد نبيه عليه السلام في أزمنةٍ مختلفةٍ ؛ فـــ « ثُمَّ » على بابها ، فالإِحْكَامُ صفةٌ ذاتية ، والتفصيلُ إِنما هو بحسب من يفصَّل له ، والكتابُ بأَجمعه محكَمٌ ومفَصَّل ، والإِحْكَام الذي هو ضدُّ النَّسْخ ، والتفصيلُ الذي هو خلافُ الإِجمال ، إِنما يقالان مع ما ذَكَرناه بٱشتراك . قال * ص * : { ثُمَّ فُصِّلَتْ } : « ثُمَّ » لترتيب الأخبار ؛ لا لترتيب الوقوع في الزمان ، وَ { لَّدُنْ } بمعنى : « عند » . انتهى . قال الداووديُّ : وعن الحسن : { أُحْكِمَتْ ءايَـٰتُهُ } : قَالَ : أحكمت بالأَمْرِ والنهْي ، ثم فُصِّلَتْ بالوعْدِ والوعيدِ ، وعنه : فُصِّلَتْ بالثوابِ والعقابِ . انتهى . وقدَّم الـــ { نَذِيرٌ } ؛ لأن التَّحذيرَ من النَّار هو الأهمُّ . { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } ، أي : ٱطلبوا مغفرتَهُ ؛ وذلك بطلب دُخُولكم في الإِسلام ، { ثُمَّ تُوبُواْ } من الكُفْرِ { يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا } ، ووصف المَتَاع بالحُسْنِ ؛ لطيب عيش المؤمن برجائِهِ في ثوابِ ربِّه ، وفَرَحِهِ بالتقرُّب إِليه بأَداء مفتَرَضَاته ، والسرورِ بمواعيِدِه سُبْحانه ، والكافِرُ ليس في شيء مِنْ هذا ، { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ } ، أي : كلَّ ذي إِحسان { فَضْلَهُ } ، فيحتملُ أنْ يعود الضميرُ من « فَضْلِهِ » على « ذي فضل » أي : ثوابَ فَضْلِهِ ، ويحتمل أنْ يعود على اللَّه عزَّ وجلَّ ، أي : يؤتى اللَّه فضله كلَّ ذي فضلٍ وعملٍ صالحٍ من المؤمنين ، ونَحْو هذا المعنى ما وعد به سبحانَهُ مِنْ تضعيف الحسنَاتِ ، { وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ } ، أي : فقُلْ : إِني أخافُ عليكم عذابَ يوم كبيرٍ ، وهو يومُ القيامة .