Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 25-27)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا … } الآية : فيها تمثيلٌ لقريشٍ وكفَّار العرب ، وإِعلامٌ بأَن محمَّداً عليه السلام ليس بِبِدْعٍ من الرسل ، و « الأراذل » جَمْعُ الجمعِ ، فقيل : جمع أَرْذُلٍ ، وقيل : جَمْعُ أَرْذَالٍ ، وهم سِفْلَة النَّاسِ ، ومَنْ لا خَلاَقَ له ولا يبالِي ما يَقُولُ ، ولا ما يُقَالُ له ، وقرأ الجمهور : « بَادِيَ الرَّأْي » - بباء دون همز - ؛ من بَدَا يَبْدُو ، فيحتمل أنْ يتعلَّق « بَادِيَ الرَّأْي » بـــ « نَرَاكَ » ، أي : وما نراك بأولِ نَظَرٍ وأقلِّ فكرة ، وذلك هو بَادِي الرأيِ إِلاَّ ومتَّبِعُوكَ أراذلُنا ، ويحتمل أنْ يتعلق بقوله : « ٱتَّبَعَكَ » ، أيْ : وما نَرَاكَ ٱتبعكَ بَادِيَ الرَّأي إِلا الأراذلُ ، ثم يحتملُ علَى هذا قوله : { بَادِيَ ٱلرَّأْيِ } معنيين : أحدهما : أَنْ يريدوا : ٱتَّبَعَكَ في ظاهر أمرهم ، وعسَى أنَّ بواطنهم ليستْ معك . والثاني : أن يريدوا : ٱتبعُوكَ بأول نَظَرٍ ، وبالرأْيِ البادِي ، دون تثبُّت . ويحتملُ أنْ يكون قولهم : { بَادِيَ ٱلرَّأْيِ } وصْفاً منهم لنوحٍ ، أي : تدَّعِي عظيماً وأَنْتَ مكشوفُ الرأْي ، لا حَصَافَة لك ، ونصبُهُ على الحالِ ، أو على الصفة لـــ « بَشَر » .