Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 52-59)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ … } الآية : ٱلاستغفار : طَلَبُ المغفرة ، فقَدْ يكون ذلك باللسان ، وقد يكون بإِنابة القَلْب وطَلَب ٱلاسترشاد . وقوله : { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } ، أي : بالإِيمان من كُفْركم ، والتوبَةُ : عقْدٌ في ترك مَتُوبٍ منه ، يتقدَّمها علْمٌ بفساد المَتُوب مِنْه ، وصلاح ما يَرْجِعُ إِليه ، ويقترن بها نَدَمٌ على فَارِطِ المَتُوبِ منه ، لا يَنْفَكُّ منه ، وهو من شروطها و { مِّدْرَاراً } بناءُ تكثير ، وهو مِنْ دَرَّ يَدُرُّ ، وقد تقدَّمت قصة « عاد » . وقوله سبحانه : { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } ظاهره العمومُ في جميع ما يُحْسِنُ اللَّه تعالى فيه إِلى العباد ، ويحتملُ أَنْ خَصَّ القوة بالذكْرِ ، إِذا كانوا أَقْوَى العَوَالِمِ ، فوُعِدُوا بالزيادَةِ فيما بَهَرُوا فيه ، ثم نهاهُمْ عن التولِّي عن الحقِّ ، وقولهم : { عَن قَوْلِكَ } ، أي : لا يكونُ قولُكَ سَبَبَ ترْكِنا ، وقال * ص * : { عَن قَوْلِكَ } : حالٌ من الضمير في « تاركي » ، أي : صادِرِينَ عن قولك ، وقيل : « عن » : للتعليل ، كقولهِ : { إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ } [ التوبة : 114 ] وقولهم : { إِن نَّقُولُ … } الآية : معناه : ما نَقُولُ إِلا أَن بعض آلهتنا التي ضَلَّلْتَ عَبَدَتَهَا أَصابَكَ بجُنُونٍ ، يقال : عَرَّ يَعُرُّ ، وٱعْتَرَى يَعْتَرِي ؛ إِذا أَلمَّ بالشيء . وقوله : { فَكِيدُونِي جَمِيعًا } : أي : أنتم وأصنامكم ، ويذكر أن هذه كَانَتْ له عليه السلام معجزةً ، وذلك أنَّه حرَّض جماعتهم عَلَيْه مع ٱنفرادِهِ وقوَّتهم وكُفْرهم ، فلم يَقْدِروا علَى نيله بسُوءٍ ، و { تَنظِرُونَ } : معناه : تؤخِّروني ، أيْ : عاجلوني بما قَدَرْتم عليه . وقوله : { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يريد : إِن أفعالَ اللَّه عزَّ وجلَّ في غاية الإِحكام ، وقوله الصِّدْقُ ووعَده الحَقُّ ، و { عَنِيدٍ } : من عند إِذا عَتَا .