Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 60-66)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً … } الآية : حَكَمَ عليهم سبحانه بهذا ؛ لموافاتهم على الكُفْر ، ولا يُلْعَنُ معيَّنٌ حُيٌّ : لا مِنْ كافرٍ ، ولا من فاسقٍ ، ولا من بهيمةٍ ، كلُّ ذلك مكروهٌ بالأحاديث . * ت * : وتعبيره بالكراهَةِ ، لعلَّه يريد التحريمَ ، { وَيَوْمَ } : ظَرفٌ ، ومعناه : إِن اللعنة علَيْهم في الدُّنيا ، وفي يوم القيامة ، ثم ذكَر العلَّة الموجِبَةَ لذلك ، وهي كُفْرهم بربهم ، وباقي الآية بيِّن . وقوله عز وجل : { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحًا … } الآية : التقديرُ : وأرسلنا إِلى ثمودَ و { أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ } : أي : ٱخترعَكُمْ ، وأوْجَدكم ، وذلك بٱختراع آدم عليه . وقال * ص * : { مِّنَ ٱلأَرْضِ } : لابتداءِ الغاية بٱعتبار الأصلِ المتولَّدِ منه النباتُ المتولَّدُ منه الغذاءُ المتولَّدُ منه المَنِيُّ ودَمُ الطَّمْثِ المتولَّدُ عنه الإِنسان . انتهى . وقد نقل * ع * : في غير هذا الموضع نَحْوَ هذا ، ثم أشار إِلى مرجوحيَّته ، وأَنَّه داعٍ إِلى القول بالتولُّد ، قال ابنُ العَرَبِيِّ في « أحكامه » : قوله تعالى : { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } : أي : خَلَقَكم لعمارتها ، ولا يصحُّ أنْ يقال : هو طَلَبٌ من اللَّه لعمارتها ؛ كما زعم بعضُ الشَّافعيَّة . * ت * : والمفهومُ من الآية أنَّها سيقَتْ مساق ٱلامتنان عليهم . انتهى . وقولهم : { يَٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا } ، قال جمهور المفسِّرين : معناه : مسوَّداً نؤمِّل فيك أنْ تكون سيِّداً سادًّا مسدَّ الأكابِرِ ، وقولهم : { وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ } ، معنى : { مُرِيبٍ } : مُلْبِس متهم ، وقوله : { أَرَءَيْتُمْ } : أي : أتدبرتم ، فالرؤية قلبيَّةٌ ، و { آتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } ، يريد : النبوَّة وما ٱنْضَافَ إِليها . وقال * ص * : قد تقرَّر في { أَرَءَيْتُمْ } ؛ أنها بمعنى أخبروني . انتهى . والـــ { تَخْسِيرٍ } هو من الخسَارَةِ ، وليس التخْسِيرُ في هذه الآية إِلا لهم ، وفي حَيِّزِهم ، وهذا كما تقولُ لمن تُوصِيهِ : أَنا أريدُ بكَ خَيْراً ، وأَنْتَ تريدُ بي شَرًّا . وقال * ص * : { غَيْرَ تَخْسِيرٍ } : من خَسِرَ ، وهو هنا للنسبيَّةِ كـــ « فَسَّقْتُهُ وَفَجَّرْتُهُ » ؛ إِذا نسبتَهُ إِليهما . * ت * : ونقل الثعلبيّ عن الحسيْنِ بْنِ الفَضْل ، قال : لم يكُنْ صَالِحٌ في خسارةٍ ، حين قال : { فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ } ، وإِنما المعنى : ما تزيدُونَني بما تقولُونَ إِلاَّ نسبتي إِياكم للخَسَارة ، وهو مِنْ قول العرب : فَسَّقْتُهُ وَفَجَّرْتُهُ ؛ إِذا نسبته إِلى الفسوق والْفُجور . انتهى . وهو حسنٌ . وباقي الآية بيِّن قد تقدَّم الكلامُ في قصصها .