Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 15-16)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } : { ٱسْتَفْتَحُواْ } : أي : طلبوا الحُكْم ، و « الفَتَّاح » الحاكم ، والمعنَى : أنَّ الرسل ٱستفتحوا ، أيْ : سألوا اللَّه تبارَكَ وتعالَى إِنفاذَ الحُكْمِ بنصرهم . وقيل : بلِ ٱستفتَحَ الكفَّارُ على نحو قولِ قريشٍ : { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا … } [ ص : 16 ] وعلى نحو قول أبي جَهْل يوم بَدْرٍ : اللَّهم ، أقطعنا للرَّحِمِ ، وأتيانا بمَا لاَ نَعْرِفُ ، فٱحْنِهِ الغَدَاةَ ، وهذا قولُ ابنِ زيدٍ ، وقرأَتْ فرقةٌ : « وَٱسْتَفْتِحُوا » - بكسر التاء - ؛ على معنى الأمر للرسُلِ ، وهي قراءَة ابن عبَّاس ومجاهدٍ وابن مُحَيْصِنٍ : { وَخَابَ } : معناه : خسر ولم ينجحْ ، والـــ { جَبَّارٍ } : المتعظِّم في نفسه ، والــ { عَنِيدٍ } : الذي يعاند ولا يناقد . وقوله : { مِّن وَرَائِهِ } : قال الطبري وغيره : مِنْ أمامه ، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى : { وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ } [ الكهف : 79 ] ، وليس الأمر كما ذكروا ، بل الوَرَاءُ هنا وهنَاكَ على بابه ، أي : هو ما يأتي بَعْدُ في الزمان ، وذلك أن التقدير في هذه الحَوَادِثِ بالأَمَامِ والوراءِ ، إِنما هو بالزَّمَانِ ، وما تقدَّم فهو أمام ، وهو بَيْن اليد ؛ كما نقول في التوراة والإِنجيل : إنهما بيْنَ يدَي القرآن ، والقرآنُ وراءهم ، وعلَى هذا فما تأخَّر في الزمَانِ فهو وراء المتقدِّم ، { وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ } : « الصديد » : القَيْح والدمُ ، وهو ما يسيلُ من أجْسَادِ أهْلِ النَّار ؛ قاله مجاهد والضَّحَّاك .