Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 24-26)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً } : { أَلَمْ تَرَ } : بمعنى : ألم تعلَمْ ، قال ابنُ عَبَّاس وغيره : الكلمة الطَّيِّبة : هي لا إِلٰه إِلا اللَّه ، مَثَّلها اللَّه سبحانه بالشَّجَرة الطَّيِّبة ، وهي النَّخْلة في قول أكثر المتأوِّلين ، فكأنَّ هذه الكلمة أصلها ثابتٌ في قلوبِ المؤمنين ، وفَضْلُها وما يَصْدُرُ عنها من الأفعال الزكيَّة وأنواعِ الحسناتِ هو فَرْعُها يَصْعُد إِلى السماء مِنْ قِبَلِ العبدِ ، والحِين : القطعةُ من الزمان غيرُ مَحْدُودةٍ ؛ كقوله تعالى : { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ } [ ص : 88 ] ، وقد تقتضي لفظة « الحِينِ » بقرينتها تحديداً ؛ كهذه الآية ، و « الكلمةُ الخبيثةُ » : هي كلمة الكفر ، وما قاربها مِنْ كلامِ السوءِ في الظلمِ ونحوه ، و « الشجرة الخبيثة » : قال أكثر المفسِّرين : هي شجرة الحَنْظَل ؛ ورواه أنس عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهذا عندي عَلَى جهة المَثَلِ ، « ٱجتثَّتْ » : أي : ٱقْتُلِعَتْ جثتها بنزع الأصولِ ، وبقيَتْ في غاية الوهَنِ والضَّعْفِ ، فتقلبها أقلُّ ريحٍ ، فالكافر يَرَى أنَّ بيده شيئاً ، وهو لا يستقرُّ ولا يُغْنِي عنه ؛ كهذه الشجرة الذي يُظَنُّ بها عَلَى بُعْدِ أو للجَهْلِ بها أنها شيءٌ نافع ، وهي خبيثةُ الجَنَي غير باقية .