Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 22-23)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله عزَّ وجلَّ : { وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ } : المراد هنا بـــ « الشَّيْطَان » إِبليسُ الأَقْدَمُ ، وروي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من طريق عُقْبَة بنِ عَامِرٍ ، أَنه قال : يقوم يومَ القيَامَةِ خَطيبَان ؛ أَحدهما : إِبليسْ يقوم في الكَفَرة بهذه الأَلْفَاظِ ، والثاني : عيسَى ابنُ مَرْيَمَ يقومُ بقوله : { مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ … } الآية [ المائدة : 117 ] ، وروي في حديث ؛ أنَّ إِبليس إِنما يقوم بهذه الألفاظ في النَّار علَى أهلها عند قولهم : { مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } [ إبراهيم : 21 ] في الآية المتقدِّمة ؛ فعلى هذه الرواية ، يكون معنى قوله : { قُضِيَ ٱلأَمْرُ } ، أي : حصل أهْلُ النار في النَّار ، وأهْلُ الجنة في الجنة ، وهو تأويلُ الطبريِّ . وقوله : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍ } : أي : من حجة بيِّنة ، و { إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ } ؛ ٱستثناءٌ منقطعٌ ، ويحتملُ أنْ يريد بـــ « السُّلْطان » في هذه الآية : الغلبة والقُدْرة والمُلْك ، أي : ما ٱضْطَررتُكُم ، ولا خوَّفتكم بقُوَّة منِّي ، بلْ عرضْتُ عليكم شيئاً فأَتَى رأْيُكُمْ عليه . وقوله : { فَلاَ تَلُومُونِي } : يريد : بزعمه ؛ إِذ لا ذَنْبَ لي ، { وَلُومُواْ أَنفُسَكُم } ، أي : في سوء نَظَركم في ٱتِّباعي ، وقلَّةِ تثبُّتكم ؛ { مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ } : « المُصْرِخُ » : المغيث ، والصَّارِخُ : المستغيث ، وأما الصَّريخ ، فهو مصدَرٌ بمنزلة البَريح ، وقوله : { إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ } : « ما » مصدريةٌ ، وكأنه يقول : إِني الآن كافرٌ بإِشراككم إِيَّايَ مع اللَّه قَبْلَ هذا الوَقْتِ ، فهذا تَبَرٍّ منه ، وقد قال تعالى : { وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ } [ فاطر : 14 ] . وقوله عزَّ وجلَّ : { وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } : « الإِذن » ؛ هنا : عبارةٌ عن القضاء والإِمضاء .