Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 31-34)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ … } الآية : « العباد » : جمع عبدٍ ، وعُرْفُه في التكرمة بخلافِ العبيدِ ، و « السر » : صدقة التنقُّل ، و « العلانية » : المفروضةُ ؛ هذا هو مقتضى الأحاديثِ ، وفسر ابن عباس هذه الآية بزكَاةِ الأَموالِ مجملاً ، وكذلك فسَّر الصلاة ؛ بأَنها الخَمْسُ وهذا عندي منه تقريبٌ للمخاطَب . و « الخلال » : مصدرٌ من « خَالَلَ » ، إِذا وادَّ وصافَى ؛ ومنه الخُلَّة والخَلِيلَ ، والمراد بهذا اليومِ يَوْمُ القيامة . وقوله سبحانه : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقاً لَّكُمْ } : هذه الآيةُ تذكيرٌ بآلائه سُبْحانه ، وتنبيهٌ على قدرته التي فيها إِحْسَان إِلى البَشَر ؛ لتقوم الحُجَّة عليهم ، وقوله : { بِأَمْرِهِ } : مصدر أَمَرَ يَأْمُرُ ، وهذا راجعٌ إِلى الكلامِ القديمِ القائِمِ بالذاتِ ، و { دَائِبَيْنِ } : معناه : متمادِيَيْنِ ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لصاحب الجَمَلِ الذي بَكَى وأَجْهَش إِليه : « إِنَّ هَذَا الجمَلَ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبَه » ، أي : تديمه في الخِدْمَة والعَمَل ، وظاهرُ الآية أنَّ معناه : دائبَيْن في الطلوع والغروبِ وما بينهما من المَنَافِعِ للناسِ التي لا تحصَى كثرةً ، وعن ابن عباس أَنَّه قال : معناه : دائِبَيْنِ في طاعة اللَّه ، وقوله سبحانه : { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } المعنى : أنَّ جنس الإِنسان بجملته قد أوتي من كلِّ ما شأنه أنْ يسأل وينتفع به ، وقرأ ابن عباس وغيره : « مِنْ كُلٍّ مَّا سَأَلْتُمُوهُ » - بتنوين كُلٍّ - ، وروِيت عن نافع ، وقوله تعالى : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } ، أي : لكثرتها وعِظَمها في الحَوَاس والقُوَى ، والإِيجادِ بعد العَدَمِ والهدايةِ للإِيمان وغيرِ ذلك ، وقال طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ : إِنَّ حقَّ اللَّه تعالى : أَثْقَلُ من أَنْ يَقُومَ به العُبَّادُ ، ونِعْمَهُ أَكثر مِنْ أَنْ يحصيها العبَادُ ، ولكنْ أصْبِحُوا توَّابين ، وأمْسُوا تَوَّابِين . * ت * : وَمِنْ « الكَلِمِ الفارقيَّة » : أيها الحَرِيصُ على نيلِ عَاجِلِ حظِّه ومراده ؛ الغافلُ عن الاستعداد لمعاده تنبَّه لعظمة مَنْ وجودُكَ بإِيجادِهِ ؛ وبقاؤك بإِرْفاده ؛ ودوامك بإِمداده ، وأنْتَ طفلٌ في حَجْر لُطْفه ؛ ومهد عَطْفه ؛ وحضانة حفظه ، يغذِّك بلِبَانِ بِرِّهِ ؛ ويقلِّبك بأيدي أياديه وفضله ؛ وأنتَ غافلٌ عن تعظيم أمره ؛ جاهلٌ بما أولاَكَ من لَطِيف سِرِّه ؛ وفضَّلك به على كثيرٍ من خَلْقه ، وٱذْكُرْ عهد الإِيجاد ، ودوام الإِمْدَاد والإِرفاد ؛ وحالَتَيِ الإِصْدَار والإِيراد ؛ وفاتحة المبدأ وخاتمةَ المَعَاد . انتهى . وقوله سبحانه : { إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ } : يُريدُ به النوَعَ والجنْسَ ، المعنَى : توجَدُ فيه هذه الخِلاَلُ ، وهي الظُّلْم والكُفْر ، فإِن كانَتْ هذه الخِلاَلُ من جاحِدٍ ، فهي بصفةٍ ، وإِن كانَتْ من عاصٍ فهي بصفةٍ أُخرَى .