Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 92-99)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ … } الآية : ضميرٌ عامٌّ ، ووعيدٌ محضٌ ، يأخذ كلُّ أحد منه بحَسَب جُرْمه وعِصْيانه ، فالكافرُ يسأل عن التوحيدِ والرسالةِ ، وعن كُفْره وقَصْدِهِ به ، والمؤمنُ العاصِي يُسْأل عَنْ تضْييعه ، وكلُّ مكلَّف عما كُلِّف القيامَ به ؛ وفي هذا المعنى أحاديثُ ، قال ابن عباس في هذه الآية يقال لهم : لِمَ عَمِلْتُمْ كذا وكذا ، قال : وقوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } [ الرحمن : 39 ] معناه : لا يقال له : مَاذَا أذنَبْتَ ، لأَنَّ اللَّه تعالى أعلم بذنبه منه ، وقوله سبحانه : { فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ } : « ٱصْدَعْ » : معناه : أنْفِذْ ، وصرِّح بما بُعِثْتَ به . وقوله : { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } : من آيات المهادَنَةِ التي نَسَخَتْها آية السَّيْف ؛ قاله ابن عباس ، ثم أعلمه اللَّه تعالَى بأنه قد كَفَاه المُسْتهزئين به مِنْ كُفَّار مَكَّة ببوائِقَ أصابَتْهم من اللَّه تعالى . قال ابن إسحاق وغيره : وهُمُ الذين قُذِفُوا في قَلِيبِ بَدْرٍ ؛ كأبِي جَهْل وغيره . انتهى . وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } : آية تأنيس للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، و { ٱلْيَقِينُ } ؛ هنا : الموتُ ؛ قاله ابن عمر وجماعةٌ ، قال الداووديُّ : وعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قَالَ : " مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَجْمَعَ المَالَ ، وأَكُونَ مِنَ التَّاجِرِينَ ، وَلَكِنْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ، وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِين " انتهى ، وباقي الآية بيِّن ، وصلَّى اللَّه على سيِّدنا محمَّد وعلَى آله وصَحْبِهِ وسلَّم تسليماً .