Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 110-111)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَـاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ … } الآية : قال ابنُ إسحاق : نزلَتْ هذه الآية في عَمَّار بنَ ياسِرٍ ، وعَيَّاشِ بنِ أبيَ رَبيَعَةَ ، والوليدِ بنِ الوليد . قال * ع * : وذِكْرُ عَمَّارٍ في هذا عنْدي غيْرُ قويمٍ ، فإنَهُ أرَفَعُ من طبقة هؤلاءِ ، وإِنما هؤلاء مَنْ تَابَ ممَّن شرَحَ بالكُفْرِ صدراً ، فتح اللَّه له بابَ التوبة في آخر الآية ، وقال عكرمةُ والحَسَن : نزلَتْ هذه الآية في شَأنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سَرْحٍ وأشباهه فكأنه يقول : مِنْ بَعْدِ ما فَتَنَهم الشَّيطانُ ، وهذه الآية مدنية بلا خلافٍ ، وإِن وجد ، فهو ضعيفٌ ، وقرأ الجمهور : « مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا » ؛ مبنيًّا للمفعول ، وقرأ ابن عامر وحْده : « مَنْ بَعْدِ ما فَتَنُوا » - بفتح الفاء والتاء أي فَتَنُوا أنفسهم ، والضمير في { بَعْدِهَا } عائدٌ على الفِتْنَةِ ، أو على الفَعْلة ، أو الهجْرةُ ، أو التوبة ، والكلامُ يعطيها ، وإن لم يَجْر لها ذكْرٌ صريُحُ . وقوله : { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ } : المعنى لغفورٌ رحيمٌ « ونَفْس » الأولى : هي النفْسُ المعروفةُ ، والثانية هي بمعنى الذَّاتِ . * ت * : قال المهدويُّ : يجوز أنْ ينتصب { يَوْمَ } ؛ على تقدير لغَفُورٌ رحيمٌ يَوْمَ ، فلا يوقَفُ على { رَّحِيمٌ } . وقال * ص * : { يَوْمَ } تأتي ظرفٌ منصوبٌ بـــ { رَّحِيمٌ } أو مفعولٌ به بـــ « ٱذْكُرْ » انتهى ، وهذا الأخير أظهر ، والله أعلم . وقوله سبحانه : { وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } ، أي : يجازى كلُّ منْ أحْسَن بإحسانه ، وكلُّ من أساء بإِساءته .