Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 112-115)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً … } الآية : قال ابن عبَّاس : القرية ؛ هنا مكَّة ، والمراد الضمائر كلِّها في الآيةِ أهْلُ القرية ، ويتوجَّه عنْدِي في الآيةُ أنها قُصِدَ بها قريةٌ غير معَّينة جُعِلَتْ مثلاً لمكَّة ، على معنى التحذير ، لأهلها ولغيرها مِنَ القُرَى إِلى يوم القيامة وهو الذي يُفْهَمُ من كلام حَفْصَةَ أمِّ المؤُمنين ، و « أَنعَم » جمع نِعْمة . وقوله سبحانه : { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ } استعاراتٌ ، أي : لما باشرهم ذلك ، صار كاللِّباس ، والضميرُ في { جَاءَهُمْ } لأهل مكَّة ، والرسولُ محمَّد صلى الله عليه وسلم ، و { ٱلْعَذَابُ } : الجوعُ وأَمْرُ بَدْرٍ ونحو ذلك ، إن كانت الآية مدنيةً ، وإن كانَتْ مكِّية ، فهو الجوع فقطْ . وقوله سبحانه : { فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلالاً طَيِّباً … } الآية : هذا ابتداءُ كلامٍ آخر ، أي : وأنتم أيها المؤمنون ، لستُمْ كهذه القريةِ فكُلُوا واشْكُروا اللَّه على تباين حَالِكم ، من حال الكَفَرة ، وقوله : { حَلَـٰلاً } حالٌ ، وقوله : { طَيِّباً } : أي مستَلَذًّا ؛ إذ فيه ظهورُ النعمةِ ، ويحتمل أن يكون « الطَّيْب » بمعنى الحلالِ ، كُرِّر مبالغة وتَأكيداً .