Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 119-123)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوءَ بِجَهَـٰلَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } هذه آية تأنيسٍ لجميعِ العالم فهي تتناوَلُ كلَّ كافرٍ وعاصٍ تَابَ من سوءِ حالِهِ ، قالتْ فرقة : « الجهالة » ؛ هنا : العَمْد ، والجهالة ؛ عندي في هذا الموضع : ليست ضد العلْم ، بل هي تَعَدِّي الطَّوْر ورُكُوب الرأْس . ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " « أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَليِّ » " وقد تقدَّم بيان هذا ، وقلَّما يوجَدُ في العصاة مَنْ لم يتقدَّم له علْم بُحَظْر المعصيةِ التي يُوَاقِع . وقوله سبحانه : { إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـانِتًا لِلَّهِ … } الآية : لما كَشَفَ اللَّه فعْلَ اليهودِ وتحكُّمهم في شرعهم بذكْر ما حرَّم عليهم - أراد أنْ يبيِّن بُعْدَهم عن شرْعِ إِبراهيم عليه السلام ، « والأمة » ، في اللغة : لفظةٌ مشتركةٌ تقع لِلْحِينِ ، وللجَمْعِ الكثير ، وللرَّجُل المنفردِ بطريقةٍ وحده ، وعلى هذا الوجه سُمِّي إِبراهيم عليه السلام أمة ، قال مجاهد : سُمِّيَ إِبراهيم أمةً ؛ لانفراده بالإِيمان في وقته مدَّةً مَّا ، وفي البخاريِّ ؛ أنه قال لِسَارَةَ : « لَيْسَ عَلَى الأرْضِ اليَوْمَ مؤمنٌ غيري وغَيْرُكِ » ، وفي البخاريِّ قال ابنُ مسعودِ : الأُمَّة معلِّمُ الخَيْرِ والقانِتُ : المطيعُ الدائِمُ على العبادَةِ ، والحَنِيف : المائلُ إلى الخير والصَّلاح . وقوله سبحانه : { وَآتَيْنَـٰهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } ، الآية « الحسنةُ » : لسَانُ الصدق ، وإِمامته لجميعِ الخَلْق ؛ هذا قول جميع المفسِّرين ، وذلك أنَّ كل أمةٍ متشرِّعة ، فهي مقرَّة أنَّ إِيمانها إِيمان إِبراهيم ، وأنه قُدْوَتُها ، وأنه كان على الصواب . * ت * : وهذا كلامٌ فيه بعض إِجمالٍ ، وقد تقدَّم في غير هذا الموضعِ بيانه ، فلا نطوِّل بسَرْده . وقوله سبحانه : { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ … } الآية : الـــ { مِلَّةَ } : الطريقةُ في عَقَائدِ الشَّرْعِ .