Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 116-118)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ … } الآية : هذه الآية مخاطَبَةٌ للكفَّار الذينَ حرَّموا البحائر والسَّوائب ، قال ابنُ العربيِّ في « أحكامه » ومعنى الآية : لا تصفوا الأعيان بأنها حلالٌ أو حرامٌ مِنْ قِبَلِ أنفسكم ، إِنما المحرِّم والمحلِّل هو اللَّه سبحانه ، قال ابن وَهْب : قال مالكٌ لم يَكُنْ مِنْ فُتْيَا النَّاسِ أنْ يقال لَهُمْ : هَذَا حَلاَلٌ ، وهذا حَرَامٌ ، ولكنْ يقول : أَنا أَكْرَهُ هذا ، ولَمْ أَكُنْ لأصنَعَ هذا ، فكان النَّاسُ يطيعون ذلك ، ويرضَوْنَه ، ومعنى هذا : أنَّ التحليل والتحريمَ إِنما هو للَّه ؛ كما تقدم بيانه ، فليس لأحدٍ أنْ يصرِّح بهذا في عَيْن من الأعيانِ إلا أنْ يكون الباري تعالى يخبر بذلك عَنْه ، وما يؤدِّي إِليه الاجتهادُ أنه حرامٌ يقول فيه : إِني أكْرَهُ كذا ، وكذلك كان مَالِكٌ يفعلُ ، ٱقَتداءً بمن تقدَّم من أهْلِ الفتوى انتهى . وقوله : { مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ } إشارةٌ إلى عيشهم في الدنيا ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } بعد ذلك في الآخرة ، وقوله : { مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ } إِشارةٌ إِلى ما في « سورة الأنعام » من ذي الظُّفَر والشُّحُوم .