Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-66)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ … } الآية : هذه آية ضرب مثل لهم بمَنْ سَلَف ، في ضِمْنها وعيدٌ لهم ، وتأنيسٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وقوله : { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ } : يحتمل أنْ يريد بـــ { ٱلْيَوْمَ } يومَ الإِخبار ، ويحتملُ أنْ يريد يَوْمَ القيامةِ ، أي : وليهم في اليَوْمِ المشهورِ . وقوله سبحانه : { إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } : { لِتُبَيِّنَ } : في موضع المفعولِ من أجلِهِ ، أي : إِلا لأجل البيانِ ، و { ٱلَّذيِ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } : لَفْظٌ عامٌّ لأنواعِ كُفْر الكفرة ، لكن الإِشارة هنا إِلى تشريكهم الأَصْنَامَ في الإِلٰهِيَّة . ثم أَخَذَ سبحانه يَنصُّ العِبَرَ المؤدِّية إِلى بيان وحدانيته ، وعظيمِ قدرَتِهِ ، فبدأ بنعمَةِ المَطَرَ التي هِيَ أَبينُ العبر ، وهي مِلاَكُ الحياة ، وهي في غاية الظهور ، لا يخالف فيها عاقل . وقوله : { مِّمَّا فِي بُطُونِهِ } : الضمير عائد على الجِنْس ، وعلى المذكور ، وهذا كثيرٌ . وقوله سبحانه : { سَآئِغًا لِّلشَّارِبِينَ } « السائغ » : السَّهْلُ في الشرْبِ اللذيذُ . * ت * : وعن ابن عبَّاس ، قال : قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَطْعَمَهُ اللَّهُ طَعَاماً ، فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ ، وَأَطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ ، وَمَنْ سَقَاهُ اللَّهُ لَبَناً ، فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ ، وزِدْنَا مِنْهُ " وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرُ اللَّبَنِ " رواه أبو داود والترمذيُّ وابن ماجه ، وقال الترمذيُّ ، واللفظ له : هذا حديثٌ حسنٌ ، انتهى من « السلاح » .