Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 60-62)

Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله سبحانه : { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ } : قالت فرقة : { مَثَلُ } ، في هذه الآية : بمعنى صفة ، أي : لهؤلاء صفَةُ السَّوْء وللَّه المَثَلُ الأعلى . قال * ع * : وهذا لا يضطر إِليه ؛ لأنه خروجٌ عن اللَّفْظِ ، بل قوله : { مَثَلُ } على بابه ، فلهم على الإِطلاقِ مَثَلُ السوء في كلِّ سوء ، ولا غاية أخزى من عذابِ النارِ ، وللَّه سبحانه { الْمَثَلُ الأَعْلَىٰ } على الإِطلاق أيضاً ، أي : الكمال المستغْنِي . وقوله سبحانه : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ } : الضميرُ في « عليها » عائدٌ على الأرض ، وتَمَكَّنَ ذلك مع أنه لم يَجْرِ لها ذكر ؛ لشهرتها وتمكُّن الإِشارة إِليها ، وسمع أبو هريرة رجُلاً يقول : « إِنَّ الظَّالِمَ لاَ يُهْلِكُ إِلاَّ نَفْسَهُ » فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة : بَلَى ، إِنَّ اللَّهَ لَيُهْلِكُ الحُبَارَى في وَكْرِهَا هزلاً بِذُنُوب الظَّلَمَةِ . « والأجَلُ المسمَّى » ؛ في هذه الآية : هو بحسبِ شَخْصٍ شخصٍ . وقوله : { مَا يَكْرَهُونَ } يريد البنات . وقوله سبحانه : { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ } : قال مجاهد وقتادة { ٱلْحُسْنَىٰ } : الذُّكُور من الأولاد ، وقالت فرقةٌ : يريد الجنة . قال * ع * : ويؤيِّده قوله : { لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ } ، وقرأ السبعة سوَى نافعٍ : « مُفْرَطُونَ » - بفتح الراءِ وخِفَّتِها - أي : مُقَدَّمون إِلى النار ، وقرأَ نافع : « مُفْرِطُونَ » - بكسر الراء المخفَّفة ـــ ، أي : متجاوِزُونَ الحدَّ في معاصِي اللَّه .