Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-74)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ } إِخبار يُرَادُ به العِبْرة وإِنما هي قاعدةٌ بني المثل عليها ، والمَثَل هو أن المفضَّلين لا يصحُّ منهم أن يساهموا مماليكهم فيما أُعْطُوا ؛ حتى تستوي أحوالُهم ، فإِذا كان هذا في البَشَر ، فكيف تنسبون أيها الكَفَرةُ إلى اللَّه ؛ أنَّه يسمح بأنْ يشرك في الألوهيَّة الأوثانَ والأصْنَامَ وغيرها ممَّا عُبدَ مِنْ دونه ، وهم خَلْقُه ومِلْكُه ، هذا تأويلُ الطبريِّ ، وحكاه عن ابن عباس قال المفسِّرون : هذه الآية كقوله تعالى : { ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِّنْ أَنفُسِكُم هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُم مِّن شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَـٰكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ … } الآية [ الروم : 28 ] ثم وقفهم سبحانه على جَحْدهم بنعمته في تنبيهه لهم على مِثْلِ هذا مِنْ مواضِع النظرِ المؤدِّية إلى الإِيمان . وقوله سبحانهُ : { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } هذه أيضاً آيةُ تعديدِ نِعَم ، « والأزواجُ » ؛ هنا : الزوجاتُ ، وقوله : { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } : يحتملُ أن يريد خِلْقَةَ حوَّاء من نَفْس آدم ، وهذا قول قتادة والأَظهَرُ عندي أنْ يريد بقوله { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } ، أي : مِنْ نوعكم كقوله : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] والـ { حَفَدَةً } : قال ابن عباس : هم أولاد البنين وقال الحسن : هم بَنُوكَ وبَنُوَ بَنِيكَ ، وقال مجاهد : الـــ { حَفَدَةً } الأنصار والأَعْوان وقيل غير هذا ، ولا خلاف أنَّ معنى « الحفْدَ » الخِدْمَةِ والبِرُّ والمشْيُ مسرعاً في الطاعة ؛ ومنه في القنوت : « وإِلَيْكَ نَسْعَى ونحْفِدُ » ، والحَفَدَانُ أيضاً : خَبَبٌ فوق المَشْي . وقوله سبحانه : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ … } الآية : أي : لا تمثّلوا للَّه الأمثَال ، وهو مأخوذٌ من قولك : هذا ضَرِيبُ هَذَا ، أي : مثيله ، والضَّرْب : النَّوْع .