Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 75-78)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله تعالى : { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا } الآية : الذي هو مثالٌ في هذه الآية هو عَبْدٌ بهذه الصفةِ ، مملوكٌ لا يَقْدِرُ على شيء من المال ، ولا أمْر نفسه ، وإنما هو مُسَخَّرٌ بإرادة سَيِّده ، مَدَبَّرٌ ، وبإزاء العبْدِ في المثالِ رجُلٌ موسَّعٌ عليه في المال ، فهو يتصرَّف فيه بإِرادته ، واختلف النَّاس في الذي له المَثَلُ ، فقال ابن عباس وقتادة : هو مَثَلُ الكافر والمؤمِنِ ، وقال مجاهد والضَّحَّاك : هذا المِثَال والمِثَالُ الآخر الذي بَعْدَه ، إِنما هو مثَالٌ للَّهِ تعالى ، والأصنامِ ، فتلك كالعَبْدِ المملوكِ الذي لا يَقْدِرُ على شيء ، واللَّه تعالى تتصرَّف قدرته دون معقب ، وكذلك فَسَّر الزَّجَّاج على نحو قول مجاهد ، وهذا التأويلُ أصوبُ ؛ لأن الآية تكُونُ من معنى ما قَبْلَها ، ومدارُها في تبْيِيِن أمْر اللَّه والردِّ على أمْر الأصنام . وقوله : { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } أي : على ظهور الحجَّة . وقوله سبحانه : { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ … } الآية : هذا مثَلٌ للَّه عزَّ وجلَّ والأصنامِ ، فهي كالأبكم الذي لا نُطْقَ له ولا يَقْدِرُ على شيء ، « والكَلُّ » الثقيل المؤُونة ، كما الأصنامُ تحتاجُ إِلى أنْ تُنْقَلَ وتَخْدَمَ ويتعذَّب بها ، ثم لا يأتي مِنْ جهتها خَيْرٌ أبداً ، والذي يأمر بالعدلِ هو اللَّه تعالى . وقوله تعالى : { وَمَآ أَمْرُ ٱلسَّاعَةِ … } الآية : المعنى ، على ما قاله قتادة وغيره : ما تكونُ الساعةُ وإقامتها في قُدْرة اللَّه تعالى إِلا أنْ يقول لها : كُنْ ، فلو اتَّفَقَ أنْ يقف على ذلك محصِّلٌ من البشر ، لكانَتْ من السرعة بحَيْث يشكُّ ، هل هي كَلَمْحِ البَصرِ أو هي أقْرَبُ ، « ولمح البصر » هو وقوعه على المرئيِّ .