Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 89-91)
Tafsir: al-Ǧawāhir al-ḥisān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله سبحانه : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } يعني : رسولَها ، ويجوز أن يبعَثَ اللَّه شهوداً من الصَّالحين مع الرسُلِ ، وقد قال بعضُ الصحابة : إِذا رأَيْت أحداً على معصية ، فٱنهه ، فإن أطاعك ، وإِلاَّ كُنْتَ شاهداً عليه يَوْمَ القيامة . وقوله سبحانه : { وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـؤُلآءِ } الإشارة بـــ « هؤلاء » إلى هذه الأمَّة . وقوله عزَّ وجلَّ : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإِحْسَانِ … } الآية : قال ابن مسعود رضي الله عنه : أجمعُ آية في كتاب اللَّهِ هذه الآية ، ورُوِيَ عن عثمانَ بْنِ مظعون رضي الله عنه ، أنه قال : لما نزلَتْ هذه الآيةُ ، قرأْتُها على أَبي طَالب ، فَعجَبَ ، وقالَ : يَا آلَ غَالِبٍ ، اتَّبِعُوهُ تُفْلِحُوا فواللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ ليأَمرَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ . قال * ع * : و { العَدْلِ } فعلُ كلِّ مفروضٍ ، و { ٱلإِحْسَـٰنِ } فعلُ كلِّ مندوب إِليه ، { وَإِيتَآئِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } : لفظُ يقتضي صلة الرحِمِ ، ويعم جميع إِسداء الخَيْرِ إِلى القرابة ، و { ٱلْفَحْشَاءِ } الزنا ؛ قاله ابن عبَّاس ويتناولَ اللفْظُ سائر المعاصِي التي شِنْعَتُهَا ظاهرة ، { وَٱلْمُنكَرِ } أعمُّ منه ؛ لأنه يعمُّ جميع المعاصى والرذائلِ ، والإذاءات على اختلاف أنواعها ، { ٱلْبَغْيِ } هو إنشاء ظُلْم الإِنسان ، والسعاية فيه ، « وكُفيلاً » معناه : متكفِّلاً بوفائكم ، وباقي الآية بيِّن .